تزوجا حديثا بعد قصة حب .. كان حبهما حديث الجميع ، أهل حيهم وأقاربهم
سافرا بعد الزواج مباشرة .. وبعد أيام هنيئة في منطقة نائية .. وفي هدأة الليل
أخذا يتجاذبان أطراف الحديث وهما مسترخيان على ظهريهما فوق السرير
تعرفين حبيبتي أن هناك فيلسوف يقول أن الشخصين هما عبارة عن ستة أشخاص
هي : كيف يعني يا روحي
يقول " صورة كل منهما عن الآخر وصورة كل منهما عن نفسه وحقيقة كل منهما "
طبعا أنا كنت أؤمن بكلامه حتى قابلتك ياحياتي
هي : يا عمري .. انا وأنت لسنا اثنين ، نحن روح واحدة في جسدين .. ليس هذا تقليلا بك .. أنت ما لا نهاية من الرجال والرجولة في نظري
هو : انطبقت الصورة الذهنية التي كانت لك في عقلي على ما أنتي في الواقع
هذا يا عمري قاله العالم عن الناس العاديين أنتي امرأة غير عادية وحبي لك ليس حبا غير عادي
هي : خذيت الكلام من لساني كنت بأقول نفس كلامك ...
وفجأة ... انفتحت الأرض عن رجل مشعث الشعر عليه سيماء المجرمين .. يحمل بيده مسدسا
صوبه نحوهما وقائلا .. يوجد رصاصة واحدة .. سأقتل أحدكما
أنا امرأة ومن العار أن تقتل امرأة ..
هو : شوفي يا عمري لو قتلك سآخذ بثأرك واقتله .. و لكن لو قتلني سيذهب دمي هدرأ
أما سمعتيه .. قال فقط رصاصة واحدة .. وقد لا تقتلك الرصاصة .. سأنقلك لمستشفى
هي : لا .. هو قال انه دخل هنا ليقتل .. أنت لو اطلقت النار عليه سيموت لا استطيع قيادة السيارة .. أخيرا لقينا فائدة لمنعنا قيادة السيارات .. تحدث نفسها
هو : عيوني أنا اريده أن يقتلك عشان ما فيه رجل من بعدي يأخذك .. هذا من حبي لك يا عيوني
هي : الله غني عن ذا الحب اللي يجيب لي القتل ... هذا الذي قال أن الواحد في الحقيقة ثلاثة اشخاص لم يكذب، ظهرت على حقيقتك ... واأسفاه على الصورة التي لك في مخيلتي التي عشت بها سنوات وسنوات نخوة وتضحية وإيثار
هو : كل هذي الصفات فيه .. بس خلوة حرام .. عرضي .. أنتي عرضي لازم يكون له الأولوية
هي : خلوة خلوة .. خلخلوا نيبانك .. من كثر ما قلت لي حبك ذبحني وعيونك قتلتني .. تريد لي الآن أن أقتل ...
هو .. صمت
هي : أسمع .. أنت تقول في المسدس رصاصة واحدة .. يعني لو أطلقتها علي سيقوم ويتعارك معك واحتمال كبير يتغلب عليك .. موجهة كلامها لصاحب المسدس
هو : لا تخوفك .. أنا راضي قبل أن تطلق عليها النار أن تربط يدي ـ قالها وهو يضع ذراعيه بجانب بعضهما ويقدمها لزوجته ـ ... يعني تريدين أن يقتلني وتخونيني بعد
هي : وإذا صار لي شي بعدما يقتلك فيكون غصب عني
هو : أنا لا أقبل أن أموت وتصبح زوجتي مع رجل وهي شبه عارية ، أنت ترضاها لأختك .. موجها كلامه نحو الرجل
هي : قطعت الدين في لسانك أنت انتقائي قي استشهادك بالدين .. بعدين كل مسألة في الدين فيها قولان .. على الأقل
هو : طيب خلينا نتصل ونسأل المفتي من الذي يقتل منا أو بالأحرى من الذي سيكون قتله أقل ضررا
هي : أنتوا يالرجال فقط تستخدمون الدين وقت الحاجة .. أنا نفس وقتلي حرام زي زيك
ودخلا في جدال بيزنطي واختلطت الكلمات بالسباب ...
نظر صاحب المسدس لهما نظرة احتقار ... وقال بصوت يائس
كان شرطي أن اطلق النار على إنسان حي أسلبه حياته .. لقد انتفى فيكمها هذ الشرط .. فإني لا أرى إلا جثتين
وخرج
ــــ
ـ
حضنا بعضهما .. لكي لا يرى أحدهما وجه الآخر .. فيما يبدو
قالت .. ماذا كان يقول الفيلسوف... يقول أن الأثنين هما في الحقيقة ستة اشخاص ؟!
متأكد أنه لم ينس أن يضع بجانب السته صفر أو صفرين
يا حياتي .. خلوة
