كان هناك رجلا ظروف عمله تجعله غائبا عن البيت ويأتي في العام مرة واحدة الى بيته والى زوجته الضريرة ويبقى بجوارها لمدة أسبوعين ثم يغادر ....وعندما يأتي في العام الثاني يجد أن امرأته أنجبت له طفلا أسمته محمد وهو يضع صفة للاسم فسماه محمد الخير..وفي السنة التالية أيضا جاء فوجد طفلا ثانيا فسماه محمد الصالح وفي العام الثالث ..وفي الموعد المحدد جاء الزوج ..فاستقبلته زوجته وقالت له ليس من عادتك أن تأتي في السنة مرتين.....وهنا أمسك الرجل وعرف أن رجلا غيره جاء.. ولم يسألها ماذا حصل لأنه عرف أنها خدعت كونها عمياء فغادر على الفور ..وبعد زمن عاد الى بيته ليجد طفلا ثالثا من زوجته أسماه محمد فقط ..ومرت السنون وكبر الشبان ومرض والدهم وهو على فراش الموت دعا أولاده الثلاثة فحضروا فقال لهم محمد يرث ومحمد يرث ومحمد لا يرث وقبل أن يفصح لفظ أنفاسه وفارق الحياة
احتار الأولاد الثلاثة فيما بينهم من الذي لا يرث ؟ ..فقرروا الذهاب إلى عارفة مشهور بحكمته ليحكم بينهم
وفي الطريق مروا بزرع مأكول من جانبه الأيمن فقال الأول ان الدابة التي أكلت الزرع عوراء فقال الثاني هي
تحمل دبسا ..وقال الثالث إنها مقطوعة الذيل
وبعد فترة مر بهم شخصا يسألهم عن ناقة ضاعت منه فقال له الأول هل هي عوراء ؟ فأجاب الرجل نعم وقال الثاني
هل تحمل دبسا فأجابه الرجل نعم فقال الثالث هل هي مقطوعة الذيل فقال نعم هي والله هي كما ذكرتم أين هي فقالوا لم نراها قال لهم إذن كيف عرفتم أوصافها لاشك أنها معكم, إلى أين أنتم ذاهبون ؟ فقالوا الى العرافة ليحل لنا لغزا فقال خذوني معكم ليحكم لي ..ووصلوا الى العارفة فعرفوه بنفسهم وبقصتهم ..فتدخل الرجل صاحب الناقة وقال يا شيخ أريدك أن تحكم لي قبلهم فهم أخذوا ناقتي والدليل أنهم أعطوني أوصافا صحيحة لها : الأول قال لي أنها عوراء وهذا صحيح والثاني قال إنها تحمل دبسا وهذا صحيح والثالث قال أنه مقطوعة الذيل وهذا صحيح إذن هي عندهم, فقال لهم العارفة هل هي عندكم ؟ فقالوا لا والله لم نراها مطلقا, فقال إذن كيف عرفتم أوصافها دون ان تروها؟! فقال الأول هي عوراء لأننا رأينا الزرع مأكول من جانب واحد وقال الثاني هي تحمل دبسا لأننا رأينا ذبابا كثيرا على خروجها وقال الثالث هي مقطوع ذيلها لأن إخراجها يتجمع في مكان واحد ولا ينتثر فأعجب بفطنتهم
وقال لصاحب الناقة اذهب يا رجل فناقتك ليست عندهم ... ..فقال لهم وأنتم ما قصتكم ؟ فقال الأول ان أبانا توفي وأوصى قبل وفاته محمد يرث ومحمد يرث ومحمد لا يرث ..ونحن الثلاثة أسماؤنا محمد فمن منا الذي لا يرث ؟
فقال : لنفسه هؤلاء الشباب هم عرافين وحكماء ..فكيف لي أن أحكم بقصتهم
وفكر كليا وطلب منهم أن يستضيفهم لثلاثة أيام على أن يذهب كل يوم واحدا منهم مع ابنته الى الرعي .
وطلب من ابنته أن تكون حذرة وتخبره بكل ما سيحصل من تصرف الشبان معها, وفي اليوم الأول خرج محمد الخير
مع البنت الى الرعي, وبقي بعيدا عنها طول النهار وعند المغيب عادا إلى البيت فسألها والدها ماذا فعل معك ؟ قالت جلس بعيدا ولم يقترب مني
وفي اليوم الثاني أرسل محمد الصالح مع ابنته وكذلك لم يقترب منها, وفي اليوم الثالث أرسل الولد الثالث محمد ..وهناك بدأ يقترب من ابنة العارفة محاولا التودد إليها ومغازلتها والتحرش بها
وحين عودتها قالت لوالدها أن محمدا هذا تحرش بي ولم يتركني ...فهز رأسه ..ونادى ضيوفه وقال لهم, مشيرا الى كل واحدا منهم محمد الخير ..ومحمد الصالح يرث أما محمد هذا فلا يرث ..فقالوا كيف عرفت؟ قال لأنه ابن حرام وعندما أرسلته مع ابنتي إلى الرعي تحرش بها, وطلب منها الحرام, ولا يفعل الحرام إلا ابن الحرام.