عاد من عمله متجهم الوجه مقطب الجبين، فتحت له امرأته الباب فلم يسلم عليها و
لم يكلمها، لم يغير ملابس العمل كعادته كل يوم، جلس في زاوية و وضع يده على
رأسه و راح يتأفف، قدمت له زوجته الطعام فلم يأكل و قال : أعيدي الطعام إلى
مكانه فلن آكل شيئاً سألته : ما بك ؟! قال في انفعال : لا شيء.. لا شيء.. قالت
أرجوك أخبرني فلعلي أستطيع مساعدتك.. قال : قلت لكِ لا شيء..فدعيني و شأني..
تلطفت معه أكثر و قالت : أنا زوجتك و صاحبة سرك ، فلمن تبث همك إذا لم تبثه
لزوجتك ؟ تشجع و قال : و بماذا تستطيعين مساعدتي ؟ قالت أساعدك بحياتي لو أردت
، و هل عندي من هو أغلى منك ؟ فقط قل لي ما الذي أزعجك ؟ قال : قانون أصدرته
الحكومة هو الذي أزعجني.. قالت : و ما دخلك أنت بقوانين الحكومة ؟! قال :
القانون يقول : يحكم بالإعدام على كل رجل لا يتزوج على زوجته.. قالت : و هل
يزعجك يا حبيبي أن تموت شهيداً ؟!!!..