فوائد متجددة

فوائد مأخوذة من شرح مقدمة التفسير لشيخ الإسلام

الشيخ ابن عثيمين رحمه الله




الفائدة الأولى :

القرآن نزل من أجل أمور ثلاثة :

التعبّد بتلاوته وفهم معانيه والعمل به

كما قال السلف : فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا .

أما اللفظ فلا إشكال فيه وأما العلم فيحتاج إلى تفكّر وتدبّر وأما العمل به فهو أشد

ويحتاج إلى مجاهدة فالنفس يجب مجاهدتها للتصديق والعمل


......

الفائدة الثانية :

- كان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليلا جدا وإن كان في التابعين أكثر منه في الصحابة

والسبب هو أن القرآن أنزل بلغتهم فهم أفهم له من غيرهم وأيضا قلة الهوى فيه

فيقبل الخليفة منهم قول الجارية إذا حدثته بالقرآن مثلا

أما التابعين فدخول العجم والعجمة على اللسان العربي وأيضا كثرة الأهواء والفتن

وكلما بعد العهد صار البلاء أكثر وغير ذلك


- قال مجاهد : عرضت المصحف على ابن عباس في كل آية أوقفه وأسأله عنها

ولذلك قال الثوري : إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به

ولهذا يعتمد على تفسيره الشافعي والبخاري وغيرهما من أهل العلم

وكذلك الإمام أحمد وغيره ممن صنّف في التفسير

والمقصود أخذ التابعين من الصحابة والناس من التابعين

لفائدة الثالثة :


قال تعالى :

ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا

فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ



قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :



الظالم لنفسه يتناول المضيّع للواجبات والمنتهك للمحرمات

والمقتصد يتناول الفاعل للواجبات تارك المحرمات

والسابق يدخل فيه من سبق فعمل الجسنات مع الواجبات

فالمقتصدون هم أصحاب اليمين

والسابقون السابقون أولئك المقربون

كما أن هذا يضاف على بعض أنواع الطاعات كقولهم

السابق الذي يصلي في أول الوقت

والمقتصد الذي يصلي في أثنائه

والظالم لنفسه الذي يؤخر العصر إلى الإصفرار

.............

الفائدة الرابعة :



لو قال شخص : والله لا أزور فلانا لأنه قيل له بأنه فاسق

ثم تبين له أنه ليس بفاسق فيزوره ولا يحنث لأنه كأنه مشروط


وأيضا لو رأى أحدهم إمرأته مع رجل فقال : أنت طالق

ثم تبين له أنه من محارمها فإن طلاقه هذا لا يقع لأنه بني على سبب غير موجود



إذا فهذه قاعدة تنفعنا في باب الطلاق والأيمان وهي أن ما بني على سبب فتبين زوال ذلك السبب فلا حكم له


.............

الفائدة الخامسة :


الإختلاف اختلافان :اختلاف تنوع واختلاف تضاد

اختلاف التنوع يمكن الجمع بين القولين فيه

أما التضاد فلا

فالأول يجتمع في الجنس ويختلف في النوع لأن ذكر النوع يكون على سبيل التمثيل وبعض أجزاء الجنس

واختلاف التنوع صنفان :

1- أن يعبر كل واحد من المختلفين عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى

كما في اسم السيف الصارم بمعنى القاطع والمهند نسبة الى الهند وهذا مثل أسماء الله الحسنى واسماء رسوله صلى الله عليه وسلم وأسماء القرآن فدلالة الأسماء على الذات مترادفة فإن أسماء الله كلها تدل على مسمى واحد

2- أن يذكر كل منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع

مثل من سأل عن مسمى لفظ الخبز فأريَ رغيفا وقيل له هذا

فالإشارة إلى نوع هذا لا إلى الرغيف وحده .........اهـ



هذه قواعد تفيدنا كثيرا في علم التفسير

الفائدة السادسة :

للعلماء 3 عبارات في سبب النزول : ظاهرة وصريحة ومحتملة

ظاهرة : مثل قولهم : حصل كذا فنزل كذا

مثاله : استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم في أسرى بدر فأنزل الله - ما كان لنبي أن يكون له أسرى ....

صريحة : كقولهم سبب نزول الآية كذا وكذا

مثاله : سبب نزول آية اللعان كذا وكذا

المحتملة : نزلت هذه الآية في كذا وكذا

ومثاله : ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ..قال أبو أيوب : نزلت فينا معشر الأنصار ...وقال حذيفة نزلت في النفقة

الفائدة السابعة :

أعلم الناس بالمغازي : أهل المدينة لأنها كانت عندهم ثم أهل الشام لأنهم كانوا أهل غزو وجهاد ثم أهل العراق

وأما التفسير فإن أعلم الناس به : أهل مكة لأنهم أصحاب ابن عباس كمجاهد وعطاء بن أبي رباح وعكرمة ومولى

ابن عباس وغيرهم


.............

- المنقول في االتفسير أكثره كالمنقول في المغازي والملاحم

ولهذا قال الإمام أحمد :

ثلاث أمور ليس لها اسناد : التفسير والملاحم والمغازي

..............

قال الإمام اسحاق بن ابراهيم بن راهويه : إذا اجتمع الأوزاعي والثوري ومالك على أمر فهو سنة

والأوزاعي من أهل الشام وهو مدفون في بيروت الى اليوم

الفائدة الثامنة :

قال الإمام أحمد : قتل الحجاج سعيد بن جبير وما على الأرض أحد إلا وهو مفتقر إلى علمه

المراسيل :

هي من رفعها إلى التابعي أو الصحابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمعه منه

ولكن العلماء قالوا :

مراسيل الصحابة حجة أما التابعين فنبحث عنهم فإذا كانوا لا يرسلون

إلا عن الصحابة كسعيد بن جبير فإنه قيل لا يرسل إلا عن أبي هريرة

فيكون مرسله صحيحا ومن لم يكن على هذه الحال فينظر إذا تعددت طرقه

وتلقته الأمة بالقبول فإنه يكون صحيحا

مثل حديث عمرو بن حزم أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل كتابا

إلى أهل اليمن فيه ذكر الزكاة ومنه أن لا يمس القرآن إلا طاهر