انتشرت مؤخراً رسالة إلكترونية تحذر من خطر بالونات الهواء على الأطفال ، وتؤكد تسجيل نسبة مرتفعة من المواد السامة في لعاب أطفال - حتى البالغين - بعد نفخهم للبالونات الهوائية باستخدام الفم ، وتضيف الرسالة التي وردت إلى "تــأكــد" نسخة منها ، أن وزارة الزراعة الألمانية حذرت من خطر بالونات الهواء على الأطفال بعد أن اكتشف خبراؤها وجود مواد تسبب السرطان فيها .
ووفقاً للرسالة أيضاً ، فقد ذكر متحدث باسم الوزارة أن الخبراء فحصوا عينات من لعاب أطفال وبالغين فتوصلوا إلى وجود نسبة مرتفعة من المواد السامة في 13 عينة من أصل 14 تم فحصها، مؤكدين أنه يمكن لمادة « إن ـ نيتروزاماين » Nitrosamine ـ N السامة والمتطايرة أن تتسرب إلى الهواء مباشرة لتستقر في الرئتين ، أو أن تذوب في اللعاب من خلال نفخ البالون ، وهو الأمر الذي اعتبره الخبراء يشكل الخطورة الأساسية.
وأوصى الخبراء بضرورة تجنب نفخ البالونات بالفم واستخدام أجهزة النفخ عوضاً عن ذلك ، كما نصحوا العائلات أيضاً بعدم السماح للأطفال بوضع البالونات غير المنفوخة لفترة طويلة في أفواههم ، والحرص على ألا تتعرض البالونات لضوء مباشر لفترة طويلة قبل استخدامها ، وضرورة حفظها في أماكن غير حارة .
قمنا في "تــأكــد" بالبحث حول مدى صحة ما جاء في الرسالة ، خصوصاً وأن المعلومات التي أوردتها الرسالة تشير إلى أن اكتشاف وجود نسبة مرتفعة من المواد السامة ، كاد أن يشمل جميع العينات التي تم فحصها .
وتبين لنا صحة التحذير من خطورة بالونات الهواء على صحة الأطفال ، وما قد تجلبه من متاعب صحية للأطفال خصوصاً من تقل أعمارهم عن أربعة أعوام ، ولم يقتصر التحذير على وزارة الزراعة الألمانية ، إذ تبين لنا أن عدداً من الجهات المعنية في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حذرت أيضاً من خطورة نفخ بالونات الهواء عن طريق الفم على صحة الأطفال .
ففي تقرير اللجنة العلمية للمواد الاستهلاكية التابعة للاتحاد الأوروبي عن حقيقة وجود مادة « إن ـ نيتروزاماين » في بالونات الهواء ومخاطرها الصحية على الأطفال ، أكدت اللجنة العلمية أن هذه المادة - والتي توجد أيضاً في بعض المواد الغذائية وبعض منتجات التبغ - تصنف في الاتحاد الأوروبي على أنها مادة مسرطنة من الدرجة الثانية .
وتطرقت اللجنة بالإضافة إلى الدراسة الألمانية إلى دراسة قام بها المعهد الوطني للصحة والبيئة الهولندي ، حيث إنه رغم تأكيد المعهد الهولندي أن المادة الموجودة في بالونات الهواء لا تشكل خطراً على صحة الإنسان ، إلا أنه أكد أن الأمر يعتمد على المدة التي يبقي فيها الأطفال البالونات الهوائية في أفواههم أثناء نفخها .
واعتبرت اللجنة العلمية الأوروبية في توصيتها أن التعرض لتلك المادة يشكل خطراً صحياً بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 أشهر إلى أربعة أعوام ، بينما أشارت إلى أن التعرض للمادة المذكورة لفترة طويلة يمكنه أن يتسبب في الإصابة ببعض الأورام السرطانية .
وفي الوقت الذي توصي فيه عدد من الجهات والمنظمات الصحية بضرورة تجنب نفخ بالونات الهواء بواسطة الفم ، تؤكد هيئة حماية المستهلك وسلامة المنتجات الأميركية على أن خطر بالونات الهواء على صحة الأطفال لا يقتصر على المادة المذكورة في الرسالة ، والتي تصنف عالمياً كمادة مسرطنة فقط ، إذ تحذر الهيئة الأميركية أولياء الأمور من خطر اختناق أطفالهم بسبب بالونات الهواء ، مؤكدة أنه في الولايات المتحدة لقي أكثر من 110 أطفال مصرعهم مختنقين بسبب بالونات الهواء.
مع أجمل تحية