مدخـل...}
احياناً ندخل من باب .. ونخرج من آخر||~
ندخل بحاله .. ونخرج بحاله آخرى||~
ندخل بنية .. ونخرج بنية جديدة||~
ما أسرع أيامك يا رمضان .. تأتي على شوق ولهف .. وتمضي على عجل ..|||~
يا شهر الصيام ترفق .. ويا شهر القيام تمهل ..
نفوس العابدين اطمأنت في ساعاتك.. وقلوب الراكعين ساجدين تبتلت في محرابك
سبحان الله..
منذ أيام، كنا ندعو : "اللهم بلغنا رمضان".
و منذأيام قليلة، هنأ بعضُنا بعضاً ببلوغ رمضان ||
فقد هل الهلال، مع النداء الشهير :
"ياباغي الخير أقبل، و يا باغي الشر أقصر .."
و اليوم، فاجأتنا هذه الحقيقة : انقضى 25من رمضان !!
سبحان الله.. أبهذه السرعة
رمضان.. هذاالضيف ؛ خفيف الظل، عظيم الأجر..
مضى 25.. "و الخمس والعـشرين كثير"..
وهنا لا بد ان نقف مع أنفسنا وقفات أيها الأحباب
ماذا أودعنا هذه الأيام العشر ؟
كيف نحن والقرآن ؟
كيف نحن وصيام الجوارح والسمع والبصر ؟
كيف نحن والقيام ؟
كيف نحن وتفطير الصائمين ؟
كيف نحن والصدقة والصلة والبر ؟
كيف حالنا مع الخشوع والخضوع والدموع ؟
هل اجتهدنا في طلب العتق، أم رضي البعض أن يكونوا مع الخوالف..؟
أخي .. أختي||~
هذه أيام وليالي العتق تنقضي يوماً بعد يوم
وسرعان ما سيقال : وداعاً رمضان
فهلا كانت همتنا عالية ، ولسان كل منا يقول : لن يسبقني إلى الرحمن أحد
هلا جاهدنا أنفسنا وأتعبناها بالطاعة ، حتى ترتاح في مستقر رحمة الله في جنة الخلد
فالعبد لن يجد طعم الراحة إلا عند أول قدم يضعها في الجنة
ها نحن في آواخر رمضان ..
في العشر الأواخر ـ أفضل ليالي العام ، فيها ليلة من خير شهر ، من حُرِمَ خيرها فقد حُرِم.
ف يالسعادة من عرف فضل زمانه ، ومحا بدموعه وخضوعه صحائف عصيانه ، وعظم خوفه ورجاؤه ، فأقبل طائعاً تائبا يرجو عتق رقبته وفك رهانه.
أحبتي
.. الأيام تمضي متسارعة ، والأعمار تنقضي بانقضاء الأنفاس ، وكل مخلوق
سيفنى ، وكل قادم مغادر ، وهذا شهر الرحمة والغفران ، يوشك أن يقول وداعاً ،
ولعلك لا تلقاه بعد عامك هذا .
فصم صيام مودع ، وصل صلاة مودع ، وقم قيام مودع ، وتب توبة مودع ، وقم بالأسحار باكياً ، مخبتاً ، منيباً ،
وقل
يارب : هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك ، إلهي حرم وجهي ولحمي وعظمي
وعصبي وبشرتي على النار . إلهي لا أهلك وأنت رجائي . اقبل توبتي ، واغسل
حوبتي ، وسل سخيمة قلبي ، وارفع درجتي ، وكفّر سيئتي . وأعتق رقبتي ، ياذا
الجلال والإكرام||~
أخي ... أختي
غداً يقال : انقضى رمضان ، وأقبل عيد أهل الإيمان
و لكن شتان.. !!
شتان .. بين من يهل عليه هلال شوال و هومعتق من النيران ، قد كتب من أهل الجنان..
وبين من يهل عليه، وهو أسير الشهوات و المعاصي ، قد حرم من الخيرات ، وباء بالخسران..
اللهم
وفقنا للصالحات قبل الممات ، وأخذ العدة للوفاة قبل الموافاة ، وثبت
قلوبنا على دينك ، واختم لنا بالصالحات ، واغفر لنا ولوالدينا وأزواجنا
وذرياتنا وإخواننا وأحبابنا والمسلمين ، واكتبنا جميعاً من عتقائك من
النار||~.