اصوات منتصف الليل للكاتب :سعيد المحروق

بونفيص : قصة من كتاب اصوات منتصف الليل للكاتب سعيد المحروق ..علما بان المادة الاصلية لهدة القصة من الترات الشفوي الليبي .
في الزمن القديم ..
كان هناك رجل قد تزوج 7 نساء ...وكن جميعهن قد حملن منه .
دات يوم أحضر الزوج 7 تفاحات ..ست من نسائه اكلن تفاحاتهن اما السابعة فقد اكلت نصفا .قالت : سوف اكل النصف الاخر فيما بعد
حينما طرق بابها احد الشحادين لم تجد ما تعطيه فاعطته دلك النصف من التفاحة وعندما ان اوان المخاض انجبت ست من نساء الزوج ستة اطفال اماالسابعة.. فقد رزقت بنصف طفل احتار الناس وقالوا مادا نسميه فاتفقوا علي ان يسموه (بو نفيص)

كبر اولئك الاطفال فابتاع والدهم لكل واحد منهم حصانا أما نصف الادمي داك ..فقد احتقره ولم يعامله اسوة باخوته.
دات صباح دهب الاطفال علي صهوات جيادهم الي مكان ما فرجعع بونفيص الي امه باكيا شاكيا حينما سالتهعما يبكيه ؟ قال لها:
لقد ايتاع ابي لاخوتي خيلا..اما انا فقد احتقرني
قالت له امه:
ادهب الي حظيرة اخوالك خد منها كبشا اربط الكبش بحبل واجعلالحبل بمتابة لجام .تم امتط صهوة الكبش والحق بهم ..اي بهؤلاء...
دهب بونفيص ففعل متل ما نصحته امه:اخد كبشا ..ربك الكبش بحبل بمتابة لجام ...تم امتطي (صهوته)ودهب في اتر اخوته وهو يغني :
هيا ..فلتركض ايها الكبش فلتركض .
الحق بهم بهم لابد ان تلحق بهم .
تجاوزهم تجاوزهم.
هيا فلتركض ايها الكبش!
استمر يعدو فوق صهوة الكبش حتي لحق باخوته فصاحوا جميعا :
هاهو دا بونفيص قد وصل!
واصل جميع الاخوة مسيرهم بما فيهم ...بونفيص!
استمروا يسيرون عبر البراري حتي صادفوا نخلة متقلة عراجينها بالرطب !
علا هرجهم ومرجهم تم قالوا:
من منا يستطيع ان يتسلق النخلة فيزودنا بالرطب؟
فقال لهم بونفيص:
انا الدي سوف اتسلق!
ساعد الاخوة بونفيص علي الامساك بجدع النخلة فوصل بسرعة الي قمتها واخد يزدرد الرطب الجني الجيد
اما الرديء فكان يلقي به الي الارض ليأكله هؤلاء الكسالي.
اكل هؤلاء الاخوة الكسالي كتيرا حتي انتفخت بطونهم تم انصرفوا وقد ولوا الادبار لبونفيص رافضين ان يساعدوا اخاهم علي النزول من علي النزول من علي النخلة.
اطبق الامر علي بونفيص..فخدله حسه وتفكيره اد اني له ان يهبط؟
حينداك تكلم الكبش فقال :
ابصق علي فان وقع بصاقك علي ظهري اقفز من علي النخلة فانك لا محالو واقع علي ظهري!
بصق بونفيص تم قفز فجاء علي ظهر الكبش وعمل هكدا فامتطي صهوة الكبش مرددا اغنيته القديمة:
هيا ..فلتركض ايها الكبش .. فلتركض .
الحق بهم بهم لابد ان تلحق بهم .
تجاوزهم تجاوزهم.
هيا فلتركض ايها الكبش!
استمر يركض ويغني حتي لحق باخوته فوجدهم علي حافة بئر ...اكتشف انهم ارادوا ان يحصلوا علي الماء من البئر فلم يستطيعوا وحينما راوه صاحوا:ها هو دا بونفيص قد جاء لكي يسقينا بعض الماء من قاع البئر
أ نزل الاخوة بونفيص الي جوف البئر فأخد نصف الادمييشرب الماء الزلال النظيف ويمدهم بالماء المتسخ الاسن
فهم الاخوة صنيع بونفيص فنهضوا وقالوا :
انتظرو تكملة القصة فى القادمة

هيا دعونا نتركه في قاع البئر مادام قد اساء الادب
امتطوا صهوات جيادهم ورفضوا ان ينقدوا اخاهم من قاع البئر ..
تكلم الكبش مرة اخري وقال مخاطبا بونفيص : انا الدي سانقدك
مد الكبش الي بونفيص حبلا تم جدبه بعد ان تعلق به بو نفيص فنجا من قاع البئر تم امتطي ظهر الكبش وهو نشوان يترنم باغنيته المفضلة :
هيا ..فلتركض ايها الكبش فلتركض .
الحق بهم بهم لابد ان تلحق بهم .
تجاوزهم تجاوزهم.
هيا فلتركض ايها الكبش!
ركض الكبش وهو يحمل علي ظهره بونفيص حتي ادرك هؤلاء الاخوة ..وجدهم يسيرون فسار معهم.


بينما هم يسيرون جميعا صادفتهم (غولة)
فرحت الغولة بهؤلاء الاخوة كتيرا وقالت لهم :
انا بمتابة خالتكم .
كانت الغولة هي الاخري لها 7 بنات وحينما التقت بهؤلاء الادميين دعتهم الي وليمة في بيتها ... فجهزت لهم وجبة العشاء تم سألت كل واحد عن العلف الدي يطعمه لحصانه فقالوا لها : الشعير ..
تم قالت :وانت يا بونفيص مادا تطعم كبشك ؟
فأجاب بونفيص بأنه (الفول)
أعطتهم شعيرا وأعطت بونفيص فولا بعدئد اعدت لهم الفراش لكي يناموا بعد ان فكرت في تمييزهم عن بناتها بعباءة بيضاء بينما غطتهم بعباءة حمراء ..كل دلك لكي تاكلهم.
كانت الغولة تغلي لهم بعض القطران بينما كان بونفيص لايزال مستيقضا لم ينم لانه كان يتسلي بالفول.. وحينما تسأله الغولة :
انت يا بونفيص .يابن خالتي لم لم تنم بعد؟
كان بونفيص يجيبها:
أنها البراغيت ..البراغيت كتيرة في دارك يا خالتي !
ينما هو في الحقيقة كان يتجسس علي حركاتها تم انه غافلها من حيت لا تدري ونهض فابدل تلك الاغطية : العباءة الحمراء غطّي بها بنات الغولة و العباءة البيضاء غطي بها اخوته تم تظاهر اخيرا بانه استغرق في النوم
حينما دهبت الغولة لكي تاتي بالقطران ..نهض بونفيص وكلم اخوته ..قال لهم :
انهضوا ان الغولة سوف تقتلكم
خمد الاخوة قليلا ..انتظروها حتي احضرت القطران وصبته علي بناتها بعدئد نهضوا ولادوا بالفرار.

ماتت جميع بنات الغولة لم يبق منهن سوي طفلة واحدة ..اسمها (عائشة) قالت الغولة :
اه يا ابناء الكلب! ..لقد فعلتموها ادن؟
تم اسرعت تجري ..تقتفي اترهم وهي تدعو ساخطة في ما يشبه الغناء :
يا حليب التديين ..فلتجمد لهم في ركبهم !
استمرت تجري وتنشد خلفهم وهي تقتفي اترهم حتي لحقت بهم...
واكلتهم..
ولم يبقي منهم ..
سوي بونفيص !
عندما همت الغولة ان تفترس بو نفيص .. قال لها:
لا تاكليني ياخالتي ..دعيني افكر لك في الامور..
انني عبارة عن بونفيص اي نصف ادمي ..ولا يوجد في لحمي واعصابي ما يشبع نهمك ..
ما الدي ستجدينه في جسدي حتي تأكليني؟
وتابع بونفيص كلامه :
ضعيني في قفيز واعلفيني الاكل الجيد : لحم الغزلان ..افخاد الخرفان ...الخ .
حتي اصبح سمينا مكتنزا تم اكسري القفيز وكليني .
راقت للغولة فكرة بو نفيص كتيرا ..اعجبت بها ايما اعجاب
فما ان سمعت دلك حتي اخدته ووضعته في قفيز حملته فوق ظهرها ومشت

انتظرو التكملة فى المرة اقادمة

لكن الغولة ارهقها الحمل وعندما وصلت الي منتصف الطريق المؤدي الي بيتها ارادت ان ترتاح ..فوضعت القفيز جانبا.
من حيت لا تدري الغولة ..اختار بونفيص حجرا ؤضعه في القفيز تم لاد بالفرار


كانت الغولة لاتزال تضن ان فريستها في باطن دلك القفيز ..تم اخدت تكلمه بشماتة :
لقد حصلت عليك يابن الكلبة !
كررت الغولة شماتتها وسخريتها فلم تسمع صوتا من بونفيص تم عادت فشتمت ابناء ادم اجمعين ..وانتظرت ردا فلم يجبها الا صداها ..حينئد سالت بونفيص :
اتعراك قد نمت يا بونفيص؟
للمرة الاخيرة لم يصلها اي رد علي سؤالها .
اضطرت الغولة ان تنزل دلك القفيز من علي ظهرها لكن لدهشتها !
لم تجد فيه سوي دلك ..الحجر ! ولم تجد بونفيص .
قالت الغولة وقد جن جنونها :
لقد فعلها لي ابن السبع كلبات...
ركضت الغولة تبحت عن بونفيص وهي تدمدم:
((يا حليب التديين فلتجمد له في الركبتين..))
ادركت الغولة بونفيص فقبضت عليه وحملته معها الي بيتها.

حينما وصلت الغولةالي بيتها قالت لعائشة:
ها انا دا حصلت عليه ابن السبعة...
تم اخدته ووضعته في قفيز
وبدات تؤكله لحم الغزلان وافخاد الخرفان ....حتي اكتنز لحما وشحما .
دات يوم بادر وخاطب الغولة قائلا :
ها انا دا اصبحت سمينا مكتنزا
كسرت الغولة دلك القفيز فخرج بونفيص وقال :
الان اريد ان اسالك : لمادا تريدين ان تاكليني وحدك؟
ادهبي ونادي اخوتك وخالاتك لكي ياكلنني معك
فقالت الغولة : دعني ادبحك قبل ان ياتي بنو جلدتي .
استدركها بونفيص قائلا :
لا......لمادا تقلقين نفسك هكدا ؟ هاهي دي عائشة ابنتك سو ف اشحد لها السكين فاجعله حادا وساعطيه لهل لكي تدبحني وحينما ترجعين انت واخوتك وخالاتك سوف اكون لحما ناضجا فوق الك***ي
قالت الغولة (باهي)
تم دهبت لكي تنادي اخواتها وخالاتها فيما اخد بونفيص يشحد حد السكين وقال لعائشة بنت الغولة :
دعيني اجرب السكين في عقدك لكي يتسني لك ان تدبحيني بشكل جيد.
مدت عائشة اليه عقدها فيما امضي بونفيص السكين في عنقها فدبحها.
تم قام بطبخ الوليمة ..فأعد بلحمها وجبة الك***ي وفي النهاية تنكر في لباس عائشة متظاهرا بانه الغولة ..لقد كان بونفيص ينتظر الغولة وخالاتها واخواتها.


وصلت الغولات وهن يملأن الدنيا ضجيجا وما ام ابصرن المائدة حتي تهافتن عليها وعلي دلك اللحم يزدردنه ..كانهن لم يدقن في حياتهن لحما من قبل ..حتي اوشكن ان يبتلعن العظام ايضا .
لكن الغولة الام كانت تاكل وتقول : هدا حساء كانه حساء عائشة ابنتي
في حين كان بو نفيص يتاوه ويتظاهر بالبكاء ( ايهيء ايهيء ايهيء )
فتقول الغولة كفي بكاء ياعائشة
استمر الامر كدلك ..حتي اتت الغولات علي الطعام فنهض بو نفيص خارجا وصعد الي قصبة مبنية بالزجاج..نزع ملابس بنت الغولة وانشد يصيح:
ملابس من هده ؟ ملابس عائشة العوراء !
سمعته تلك الغولة ..فخرجت لتجده في قمة القصبة يلوح بيده بملابس عائشة ..
صاحت به الغولة عملتها لي ابن الكلبة مرة اخري ؟ ! كيف لي الوصول اليك؟
انتظرو التكملة فى المر القادمة

قال بونفيص من علي قمة القصبة :
اتريدين ان ادبر عليك ياخالتي؟
قالت الغولة :
دبر
!
قال بونفيص : ادهبي انت واخوتك وخالاتك ..اجلبنحطبا
ضعن الحطب تحت القصبة تم اشعلن النار في الحطب
دهبت الغولات وفعلنمتلما قال لهن بو نفيص لكن حينما هممن ان يشعلن النتار في القصبة قال لهن بونفيص :
امسكن في اسفل القصبة جيدا عندئد ..لا محالة اني هابط اليكن
ما ان مسسنالقصبة حتي ماتت خالات تلك الغولة .
لم تبق سوي ام عائشة ..النار تشتعل فيها وهيلم تمت بعد
حينئد صاح بها بونفيص من علي قمة القصبة :
شدي اليك بطرف هداالحبل فسوف ارفعك عاليا الي قمة هده القصبة
مد اليها حبلا فتعلقت بطرفه ..تمصار يجدبها عاليا
حتي توشك ان تصل اليه في قمة القصبة لكن سرعان ما يردها الياسفل ليصليها جحيم النار.
بينما هو يكرر دلك ..كانت هي الاخري تغني من فرط الرعب :

ارفعني عاليا
او اخفضني الي اسفل
ان حوصلتي لا محالةستحترق!

تكررتالعملية علي هدا المنوال ..حتي اصبحت الغولة شيئا مشويا ..انكمشت كأنها جرادة ..
اطلق بونفيص الحبل لكي تسقط الغولة في الجمر ..فاصبحترمادا .
بقي بونفيص في قمة القصبة حتي خمدت النيران وانطفأ الجمر وعندئد نزلبونفيص من علي قمة القصبة وعاد الي اهله .
حقا كان نصف ادمي ..لكنه استطاع بعقلهان يشق عدة دروب وعرة امامه ومن خلفه
افضل من اخوته مكتملي النمو والدين ضلّواالطريق والتهمتهم انياب الغولة!
انتهت القصة
تانفوست