إدارة المنتدى " إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
مشاركاتي : 35409 تاريخ التسجيل : 22/04/2010 الموقع: : ●|[السعودية]|●
| موضوع: قصص وعبر مأثرة الجمعة يوليو 15, 2011 10:37 am | |
| قصص وعبر مأثرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي سوف نبدأ الموضوع موضوع قصص وعبر بسم الله الرحمن الرحيم
طفل يتسبب في هداية والده
في يوم من الأيام كان هذا الطفل في مدرسته وهو في الصف الثالث الابتدائي وخلال أحد الحصص كان الأستاذ يتكلم فتطرق في حديثه إلى صلاة الفجر وأخذ يتكلم عنها بأسلوب يتألم منه هؤلاء الأطفال الصغار وتكلم عن فضل هذه الصلاة وأهميتها .. سمعه الطفل وتأثر بحديثه ، فهو لم يسبق له أن صلى الفجر ولا أهله … وعندما عاد الطفل إلى المنزل أخذ يفكر كيف يمكن أن يستيقظ للصلاة يوم غداً ..
فلم يجد حلاً سوى أنه يبقى طوال الليل مستيقظاً حتى يتمكن من أداء الصلاة وبالفعل نفذ ما فكر به وعندما سمع الأذان انطلقت هذه الزهرة لأداء الصلاة ولكن ظهرت مشكلة في طريق الطفل .. المسجد بعيد ولا يستطيع الذهاب وحده ، فبكى الطفل وجلس أمام الباب .. ولكن فجأة سمع صوت طقطقة حذاء في الشارع فتح الباب وخرج مسرعاً فإذا برجل شيخ يهلل متجهاً إلى المسجد نظر إلى ذلك الرجل فعرفه نعم عرفه أنه جد زميله أحمد ابن جارهم تسلل ذلك الطفل بخفية وهدوء خلف ذلك الرجل حتى لا يشعر به فيخبر أهله فيعاقبونه ، واستمر الحال على هذا المنوال ، ولكن دوام الحال من المحال فلقد توفى ذلك الرجل (جد أحمد) علم الطفل فذهل .. بكى وبكى بحرقة وحرارة استغرب والداه فسأله والده وقال له : يا بني لماذا تبكي عليه هكذا وهو ليس في سنك لتلعب معه وليس قريبك فتفقده في البيت ؟ نظر الطفل إلى أبيه بعيون دامعة ونظرات حزن وقال له: يا ليت الذي مات أنت وليس هو، صعق الأب وانبهر لماذا يقول له ابنه هذا وبهذا الأسلوب ولماذا يحب هذا الرجل ؟ قال الطفل البريء أنا لم أفقده من أجل ذلك ولا من أجل ما تقول ، استغرب الأب وقال إذا من أجل ماذا ؟ فقال الطفل : من أجل الصلاة .. نعم من أجل الصلاة !! ثم استطرد وهو يبتلع عبراته : لماذا يا أبي لا تصلي الفجر؟ لماذا يا أبتي لا تكون مثل ذلك الرجل ومثل الكثير من الرجال الذين رأيتهم ؟ فقال الأب : أين رأيتهم ؟ فقال الطفل في المسجد قال الأب : كيف ، فحكى حكايته على أبيه فتأثر الأب من ابنه واشعر جلده وكادت دموعه أن تسقط فاحتضن ابنه ومنذ ذلك اليوم لم يترك أي صلاة في المسجد !!
| |
|
إدارة المنتدى " إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
مشاركاتي : 35409 تاريخ التسجيل : 22/04/2010 الموقع: : ●|[السعودية]|●
| موضوع: رد: قصص وعبر مأثرة الجمعة يوليو 15, 2011 10:38 am | |
| شاب مات وهو يسمع صوت الحور العين تناديه ... !!
كان هناك ثلاثة من الشبان يتعاونون على الإثم والمعاصي...فكتب الله الهداية لأحد هؤلاء الثلاثة فقرر أن يدعو زميليه ويعظهم لعل هدايتهم تكون على يديه وفعلا استطاع ان يؤثر عليهم والحمد لله أصبحوا شباباً صالحين.. واتفقوا على ان يقوموا بدعوة الشباب الغارقين في بحر المعاصي ليكفروا عن ماضيهم
ومرة من المرات اتفقوا على ان يجتمعوا في المكان الفلاني قبل الفجر بساعة للذهاب الى المسجد بغية التهجد والعبادة...فتأخر واحد منهم فانتظروه..فلما جاء اليهم..كان لم يبق على آذان الفجر الا نصف ساعة.. وبينما هم في طريقهم الى المسجد إذ بسيارة تكاد تنفجر من صوت الغناء والموسيقى الصاخبة..فاتفقوا على ان يقوموا بدعوة ذلك الشاب لعل الله يجعل هدايته على ايديهم فأخذوا يؤشرون له بأيديهم لكي يقف..فظن ذلك الشاب انهم يريدون مسابقته فاسرع بسيارته..لكي يسبقهم فأشاروا اليه مرةً أخرى.. فظن ذلك الشاب انهم يريدون المقاتلة!! فأوقف سيارته ونزل منها فإذ بجثة ضخمة ومنكبين عريضين وقوة وضخامة في العضلات!!..وقال لهم بصوت غضب:من يريد منكم المقاتلة؟؟ فقالوا: السلام عليك فقال الشاب في نفسه
(الذي يريد المقاتلة لا يمكن أن يبدأ بالسلام!!) فأعاد عليهم السؤال:من منكم يريد المقاتلة؟ فأعادوا: السلام عليك فقال: وعليكم السلام..ماذا تريدون؟؟ فقالوا له: ألا تعلم في أي ساعةٍ أنت؟..انها ساعة النزول الإلهي نزولاً يليق به تعالى الى السماء الدنيا فيقول هل من تائب فأغفر له؟..هل من سائل فأعطيه؟؟..ياأخينا اتق الله...ألا تخاف من الله؟! ألا تخاف من عقابه؟! ألا تخاف من سوء الخاتمة؟! فقال لهم: ألا تدرون من أنا؟؟ قالوا: من أنت؟
قال: أنا حسان الذي لم تخلق النار إلا له فقالوا: استغفر الله..كيف تيأس وتقنط من روح الله؟؟ ألا تعرف انه يغفر الذنوب جميعا؟...ألم يقل ربك (ان الله لايغفر ان يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء) وأخذوا يذكرونه بالله وبواسع رحمته..وبالجنه والثواب العظيم فبكى حسان بكاءً شديداً..وقال:ولكن أنا لم أترك مصية من المعاصي الا وفعلتها..وأنا الآن سكران!!!!...فهل يقبل الله توبتي؟؟ فقالوا: نعم بل ويبدلك بها حسنات..فما رأيك ان نأخذك معنا الى المسجد لنصلي الفجر؟ فوافق حسان وبالفعل أخذوه معهم وفي أثناء الصلاة شاء الله أن يتلوا الإمام قوله تعالى: (قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله,إن الله يغفر الذنوب جميعاً)
فانفجر حسان بالبكاء..ولما انتهت الصلاة قال: لم أشعر بلذة الصلاة منذ سنين وأخذ كل من في المسجد يهنئونه بتوبته ولما خرج الأربعة من المسجد قالوا له: أين أبوك؟ قال حسان: إن أبي يصلي في المسجد الفلاني.وهو عادةً يجلس في المسجد الى شروق الشمس لذكر الله وقراءة القرآن فلما ذهبوا الى ذلك المسجد وكانت الشمس قد أشرقت..أشار حسان إلى والده..وقد كان شيخاأ كبيراً ضعيفاً محتاج إلى قوة حسان وشبابه فذهبوا هؤلاء الشباب اليه وقالوا ياشيخ إن معنا ابنك حسان فقال الشيخ: حسان!!!..آآآه الله يحرق وجهك بالنار ياحسان فقالوا له: معاذ الله ياشيخ لماذا تقول هذا؟؟ إن ابنك قد تاب وأناب الى ربه. وارتمى حسان على قدم والده وأخذ يقبلها..فبكى والد حسان وضمه الى صدره وذهب حسان إلى أمه وقبل يدها وقدمها وقال لها سامحيني ياأمي..سامحيني فبكت العجوز فرحاً بعودة حسان وفي يوم من الأيام قال حسان في نفسه (لايكفر ذنوبي إلا أن أجعل كل قطرة دم من دمي في سبيل الله)
وقرر الذهاب الى الجهاد مع زملاؤه الصالحين فذهب الى والده وقال ياأبي أريد ان أذهب الى الجهاد فقال أبوه: ياحسان نحن فرحنا بعودتك..وأنت تريد أن تحرمنا منك مرة أخرى؟ فقال حسان: أرجوك ياأبي لاتحرمني شرف الجهاد والشهادة فوافق أبوه على ذلك وذهب الى أمه وقبل قدمها: وقال ياأماه..أريد ان اذهب الى ساحات القتال قالت ياحسان فرحنا بعودتك وانت تريد ان تذهب الى الجهاد؟ قال ياأمي ان كنتم تحبونني فدعوني أجاهد في سبيل الله فقالت أنا موافقة ولكن بشرط أن تشفع لنا يوم القيامة وبالفعل تدرب حسان على الجهاد واستعمال السلاح وأتقن في شهور معدودة أساليب القتال!
ولما جاءت اللحظة الحاسمة.. ونزل حسان الى ساحات القتال ومعه زملاؤه الصالحين وكان حسان في كهف من الكهوف..وإذ بقذيفة من طائرات العدو تسقط على قمة الجبل وتصيب حسان فسقط حسان من أعلى الجبل...ووقع صريعا على الأرض وقد تكسرت عظامه وهو يسبح في بركه من الدماء.. فاقترب منه أصحابه..وقالوا: حسان.. ياحسان
فإذ بحسان يقول: اسكتوا..فوالله إني لأسمع صوت الحور العين ينادينني من وراء الجبل...
ثم لفظ الشهادتين ومات هذا حسان الذي كان يقول ان النار لم تخلق إلا له...وها هن الحور العين يرقصن فرحا وشوقا للقاء حسان
سبحان الله...
أخي ان كثرت معاصيك فلا تقنط من رحمه الله فارجع اليه واستغفره انه هو التواب الرحيم | |
|
إدارة المنتدى " إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
مشاركاتي : 35409 تاريخ التسجيل : 22/04/2010 الموقع: : ●|[السعودية]|●
| موضوع: رد: قصص وعبر مأثرة الجمعة يوليو 15, 2011 10:38 am | |
| لا أحتاج سوى كيلو واحد .. رجل من مصر .. دكتور في إحدى الجامعات في مصر.. هذا الرجل كان يعرف ربه جل وعلا .. ذهب إلى إحدى البلاد الأوروبية وهي بريطانيا ففحصوا جسمه فقالوا إن مرضك شديد والقلب ضعيف .. ولابد من عملية جراحية خطرة ربما تعيش أو لا تعيش.. فقال أذهب إلى أولادي ثم أرجع الأمانات إلى أصحابها ثم أستعد ثم آتيكم... قال الأطباء لا تتأخر لآن حالتك شديدة .. فرجع إلى بلده مصر .. وجلس إلى أولاده فأخذ يصبرهم ربما لا يرجع إليهم مرة أخرى ... وسلم على من يشاء وأستعد للقاء الله عز وجل .. يقول ذهبت إلى أحد أصحابي لأسلم عليه في إحدى المكاتب .. وكان عند المكتب جزار فنظرت وأنا جالس في المكتب عند الجزار امرأة عجوز .. هذه المرأة العجوز في يدها كيس تجمع العظام والشحم واللحم الساقط على الأرض ومن القمامة .. فقلت لصاحبي انتظر .. فذهبت إلى العجوز استغربت من حالها .. قلت لها ماذا تصنعين ؟؟!!!.. قالت يا أخي أنا لي خمس بنيات صغيرات لا أحد يعيلهم ومنذ سنة كاملة لم تذق بنياتي قطعة من اللحم .. فأحببت إن لم يأكلوا لحما أن يشموا رائحته .. فيقول لقد بكيت من حالها وأدخلتها إلى الجزار .. فقلت للجوار يا فلان كل أسبوع تأتيك هذه المرأة فتعطيها من اللحم على حسابي .. فقالت المرأة لا لا لا نريد شيئا .. فقلت والله لتأتين كل أسبوع وتأخذي ما شئت من اللحم ... قالت المرأه لا أحتاج سوى لكيلو واحد .. قال بل أجعلها كيلوين .. ثم دفعت مقدما لسنة كاملة .. ولما أعطيت ثمن ذلك اللحم للمرأة أخذت تدعو لي وهي تبكي .. فأحسست بنشاط كبير وهمة علية .. ثم رجعت إلى البيت وقد أحسست بسعادة .. عملت عملا ففرحت بعملي الصالح .. فلما دخلت إلى البيت جاءت ابنتي فقالت يا أبي وجهك متغير كأنك فرح .. يقول فلما أخبرتها بالقصة أخذت تبكي ابنتي وقد كانت ابنتي عاقلة فقالت يا أبي أسأل الله أن يشفيك من مرضك كما أعنت تلك المرأة ... ثم لما رجعت إلى الأطباء لأجري العملية قال الطبيب وهو مغضبا أين تعالجت؟؟.. قلت ماذا تقصد؟؟... قال أين ذهبت إلى أي مستشفى ؟؟.. قلت والله ما ذهبت إلى أي مستشفى سلمت على أولادي ورجعت.. قال غير صحيح قلبك ليس فيه مرض أصلا !!.. قلت ماذا تقول يا طبيب !!!... قال أنا أخبرك أن القلب سليم أبدا .. فإما يكون الرجل لست أنت أو إنك ذهبت إلى مستشفى آخر !!... فأرجوك أن تعطيني دوائك فما الذي أخذت؟؟؟... قلت والله لم آخذ شيئا وذلك إنما بدعاء امرأة عجوز وابنتي الصالحة... ( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا )
| |
|
إدارة المنتدى " إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
مشاركاتي : 35409 تاريخ التسجيل : 22/04/2010 الموقع: : ●|[السعودية]|●
| موضوع: رد: قصص وعبر مأثرة الجمعة يوليو 15, 2011 10:38 am | |
| فطر الشيخ علي التمر و الخمر فأسلم البريطاني
منقول
عشت في المدينة التي درس فيها الشيخ ... وما عن حضر الشيخ حتى اجتمع اكثر الطلاب المسلمين في تلك المدينة ... وكان الطلاب – قبل مجيئه – في غفلة وإعراض عن دينهم ... فلم يكونوا يصلـّون الجمعة على الأقل ... وقليل منهم من يصلي لوحده في بيته ... فجمعَـهم الشيخ على مأدبة غداء ... ووعظهم وذكّـرهم وحثهم على المحافظة على الصلوات الخمس في جماعـة ... و أوصاهم بالمحافظة على صلاة الجمعة وعدم التفريط فيها ...
فاعتذروا بعدم وجود من يخطب بهم خطبة الجمعة ... فتكفل هـو بالقيام بالخطبة والصلاة ابتغاء ثواب الله تعالى ...
وبدأ الطلاب المسلمون في الجامعة يصلون الجمعة ... بشكل دائم ومنتظم ... بل لقد استأجروا مصلىً ليصلوا فيه الصلوات الخمس كل يوم ... وبدا كثير منهم يعود إلى الله تعالى ... ويُقلع عما كان عليه من ضلال ومجون... وانحرافٍ مع الحضارة الغربية الزائفة ومغرياتها الدنيويـّـة...
وبفضل الله وتوفيقه ... ثم بجهود هذا الشيخ الصالح... تشكلت حركة إسلامية لطلاب الجامعة ... أخذت تدعو إلى الله تعالى في وسط المجتمع الكافر الضال ... وهدى الله على يديها خلقا كثيرا من الشباب والعرب والأجانب ... .
وكان من عادة الشيخ "عبد الرحمن" في كل رمضان ... أن يدعو كل الطلبة المسلمين في الجامعة ... في أول يوم من رمضان ... لتناول طعام الإفطار عنده ... فيجتمع الطلاب الصائمون وتوزع التمرات عليهم ... وبعدها يُقيمون صلاة المغرب ... وبعد ذلك يتناولون طعام الإفطار ...
وذات مرة دعاه أحد العرب في الجامعة ... لتناول طعام الإفطار عنده ... وكان ذلك الشاب كثير الهزل والمزاح ... وكان فاسقا قليل التمسك بدينه !!...
وقبل الشيخ الدعوة بالترحيب ... وهو لا يدري ما الذي ينتظره في هذه الدعوة !!...
وحان موعد الإفطار ... وأفطر الشيخ "عبد الرحمن" على تمرات إتباعا للسنة ... ثم ناوله صاحب الدار كأسا من العصير وأصرّ عليه أن يشربه ... فشرب منه الشيخ "عبد الرحمن" عدة رشفات ... ولكنه ردّه عن فمه لما أحس أن فيه طعما غريبا ... وقال لصاحب الدار :
أحس أن في هذا العصير طعما غريبا !!...
فرد صاحب الدار قائلا : نعم ... فيه طعم غريب ... لأن الشركة المنتجة لهذا العصير أعلنت أنها تُجرب مادة جديدة أفضل من السابقة ...
وصدق الشيخ "عبد الرحمن" هذا الكلام ... فأكمل شرب كأسه ... ثم قام لصلاة المغرب ... وصلى معه بعض الحاضرين ... بينما كان الباقون في شغل بإعداد المائدة (!)... ولما انتهى الشيخ من صلاته ... صبّ له صاحب الدار كوبا آخر من نفس العصير ... فشربه الشيخ ...
ولما انتهى الشيخ من شرب الكوب الثاني ... قال له صاحب الدار :
أهلا بك يا شيخ ... لقد شاركتنا الإفطار على الخمر!!... لقد وضعنا بعض الويسكي في كوبك الذي شربتَ منه ... ولذا أحسست بتغير طعم العصير ...
وأخذ صاحب الدار يضحك ... وشاركه بعض الحاضرين في الضحك... بينما عقدتْ الدهشة والذهول ألسنة بقية الحاضرين ...
وهنا أخذ الشيخ "عبد الرحمن" يرتجف ... وأخذت أوصاله ترتعد !!... وما كان منه إلا أن وضـع إصبعه في فمه ... وتقيأ كل ما شربه وأكله – في بيت هذا الطالب الفاجر – على السجادة في وسط الغرفة !!... ثم أجهش بالبكاء ... وأرسل عينيه بالدموع ... وعلا صوته بالنحيب !!...
لقد كان يبكي بحرقة شديدة ... ويقول مخاطبا ذلك الشاب الفاجر : ألا تخاف الله يا رجل ؟!!! أنا صائم وفي أيام رمضان المباركة ... وتدعوني إلى بيتك لتضحك علي !!... أعلى الخمر اُفطر ؟؟!!... أما تخاف الله ؟!!... جئتك ضيفا فهل ما فعلتَهُ معي من أصول الضيافة العربية فضلا عن الإسلامية ؟!!... لقد ضيعتم فلسطين بهذه الأخلاق !!... وضيعتم القدس بابتعادكم عن الإسلام وتقليدكم للغرب ...
سكت الشيخ "عبد الرحمن" قليلا ليسترد أنفاسه ... ثم تابع قائلا :
أنا أشهد أن الغربيين أشرف منك أيها العربي !!... إنهم يحذرونني من أي شيء يحتوي على الخمرة ولحم الخنزير ... .بينما أنت أيها العربي المسلم اسما فقط تخدعني وتضع لي الخمر سرا في كوبي الذي أشرب منه !!... وأين تفعل ذلك ؟!!... في بيتك وأمام الناس ليضحكوا مني ويهزءوا بي !!! ... عليك من الله ما تســـتحق ... عليك من الله ما تسـتحق...
واُسقط في يد صاحب الدار ... وتوجهت أنظار الحاضرين تجاهه كالسهام الحارقة... لقد كانت تلك الكلمات الصادرة عن الشيخ كأنها رصاصات موجهة إليه ... فلم يملك إلا أن قال بنبرة منكسرة ... وقد علا الخجل وجهه:
أرجوك ... أرجوك سامحني ... انا لم اقصد إهانتك ... لقد كانت مجرد فكرة شيطانية ... إنك تعلم مقدار حبي واحترامي لك ... إنني والله أحبك يا شيخ !!... أحبّـك من كل قلبي !!...
وساد صمتٌ مطبق لفترة ... وقطعه صوت صاحب الدار وهو يقول :
أرجوك يا شـيخ اجلس على كرسيك ... وسأنظف السجادة بنفسي !!... وأنت تناول بقية فطورك ... أرجوك كفّ عن البكاء ... أنا المذنب !!... أنا المخطئ !!... وذنبي كبير !!... أرجوك سامحني وأعطني رأسك لأقبله !!... أرجوك سامحني !!...
وساد صمتٌ مطبق ... قطعه صوت الشيخ والدموع تترقرق من عينيه قائلا :
كيف أسامح من ارتكب منكرا ؟!!... وسقاني الخمرة وهو يعلم أنها حرام !!...
وتفاجأ جميــع الحاضرين بالشيخ "عبد الرحمن" وهو يسجد على الأرض مناجيا ربه تعالى قائلا في سجوده ومناجاته :
ربّـاه إنك تعلم أنني لم أشرب حراما طيلة حياتي ... رباه إنك تعلم أنني قضيت في هذا البلد خمس سنوات ... لم أقرب فيها لحما ... لأن هناك شبهة في ذبحه... رباه إنك تعلم أن ما شربته اليوم لم يكن بعلم مني ... اللهم اغفر لي ... اللهم اغفر لي ... اللهم لا تجعله نارا في جوفي ... اللهم لا تجعل النار تصل إلى جوفي بسبب خمرة شربتها ولم أدري ما هي !!... ربِّ أطلب منك الغفران ... فاغفر لي يا رب !!.
وهنا نهض أحد الطلبة الإنجليز المدعوين للطعام واسمه "جيمس" ... وقال : يا شيخ :إني أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله !!...
وعلا الذهول والدهشة وجوه الحاضرين جميعا ... .وتابع "جيمس" كلامه قائلا :
لقد أسلمت على يديك يا شيخ في هذه اللحظة !!... أنا "جيمس"أخوك في الإسلام فسمني باي اسم إسلامي ... أنا أريد أن أصلي معك يا شيخ ...
وانفجر "جيمس" بالبكاء... وبكى الشيخ "عبد الرحمن" ... وبكى كافة الحاضرين في المجلس ... حتى صاحب الدار – ذلك الشاب الفاسق الفاجر – بكى من هول الموقف وروعة المشهد وتأثيره !!...
ولما هدأ "جيمس" وكفّ عن البكاء ... اعتدل في جلسته ثم أخذ يحدثهم عن سبب إسلامه قائلا:
أيها الاخوة ... لقد كنتم في شغل عني وأنتم تتناقشون !!... لقد دُعيت لأتناول معكم طعام الإفطار ... أو أخر غدائي .وحين جئتُ إلى هذا المكان كنتُ أفكر ملياً... نعم كنت أفكر كيف أن الشيخ "عبد الرحمن" شخص من ماليزيا ... وهي بعيدة آلاف الأميال عن مكة التي ولد فيها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ... ومع هذا كله ... ومع كونه في بلد غريب كافر ... يختلف الجو فيه عن جو بلده ماليزيا ... مع هذا فهو صائم !!... سألتُ نفسي حينها :
لماذا يصوم هذا الشيخ ؟!!... لماذا يمتنع عن الطعام والشراب ؟!!... وأخذني التفكير إلى احتمالات واسعة متشعبة ... وزاد تفكيري حين رأيت الشيخ يتحرى تمرات ليفطر عليها !!... هنا في أقصى الدنيا حيث يعزّ التمر ويقل وجوده !!... يتحراها لا لشيء إلا لأن محمدا عليه الصلاة والسلام نبيه الكريم ... كان يفطر على تمرات !!.
ثم رأيت الشيخ يترك الطعام وهو جائع مشتاق إليه ... ويترك جميع الحاضرين ... ثم يقف يتوجه إلى الكعبة ... يصلي لله بخشوع وخضوع وتضرع ... يقوم بهذه الحركات التعبدية الرائعة بمفرده ... ويصلي معه بعض الحاضرين ... في حين ترك اكثر الحاضرين معنا في هذه لدار الصلاة وقصّروا فيها لقد رأيته يسجد لله ويركع لله ... ويقوم لله ... ويفكر في مخلوقات الله ...
والله معه في كل تصرفاته وحركاته وسكناته ... ثم رأيت الشيخ يشرب كأسا وهو لا يعلم ما فيها ... ومع هذا فهو يخاف الله ويخشاه بعد أن علم ان فيها خمرا ... والأعجب من كل ما تقدم ... أنه يضع إصبعه في فمه ليتقيأ الطعام والشراب الذي به خمر ... غير مبال أو مهتم بأنه يتقيأ أمام ناس وفي غرفة !!... وعلى سجادة فاخرة نظيفة !!...
لقد كان تصرفه هذا حركة طبيعية ... ردة فعل حقيقية !!... إنه حين علم أنه قد شرب من الخمر ... تحرّكَ تحرُّكَ الملدوغ !!... شعره وقف!!... وجلـده اقشعرَّ ... وعيناه دمعتا !!... وأنفه سال !!... حتى فمه شارك في الاستفراغ !!...
أي درجةٍ تلك التي يصل إليها الإنسان حين ينسى نفسه ؟!!... وينسى زملاءه ... وينسى من حوله !!... ولا يتذكر ولا يراقب إلا ربه وخالقه العظيم ؟!!...
لقد قرأتُ كثيرا عن الإسلام ... وسمعت منكم أيها الطلاب المسلمون الكثير منذ اختلطتُ بكم ... وكنت أراقب !!... أراقب المسلم الذي يصلي !!... والمسلم المتمسك بدينه ... وكنت أرى مَنْ لا يصلي ولا يتمسك بدينه ... كأي إنسان عادي ... لا فرق بينه وبين أيّ رجل من بلادنا الكافرة ...
ولكن – وللحقيقة – أقول : أنّ للمتمسك بدينه شخصية خاصة به ... وطبعا متميزا ... يضطرني إلى التفكير فيه وفي تصرفاته !!...
واليوم ... هذا اليوم بالتحديد ... لم أتمالك نفسي !!... نعم لقد رأيت اليوم معنى العبودية والذل لله عند المسلمين الحقيقيين الصادقين ... اليوم رأيت كيف يكون حبُّ محمد عليه الصلاة والسلام في قلوب هؤلاء المسلمين الصادقين ... رأيت هذا عمليا لا قوليا ... فأردت أن أشاركهم في هذا الصدق وهذا الحب وهذا الدين !!...
سكت"جيمس" قليلا... ثم قال والدموع تتحدر من عينيه :
أرجوكم ... علّموني الإسلام ... علـّموني الصلاة ... أنا منذ اليوم أخوكم ... الحمد لله الذي هداني لهذا الدين العظيم !!...
وأنت يا صاحب الدار ... لقد كانت نكتة غيّرتْ مجرى حياتي !!... نعم لقد كانت نقطة تحول في حياتي كلها !!...
لم يصدق الحاضرون ما يسمعون ... وساد صمت رهيب ... ووجوم مُطـبق ... لم يقطعه إلا الشيخ "عبد الرحمن" حين قام وقبّل "جيمس" ... وردد الشهادة ببطءٍ... ورددها "جيمس" خلفه ... وأصبح اسمه منذ ذلك اليوم "محمد جيمس" !!... ثم التفتَ الشيخ "عبد الرحمن" إلى صاحب الدار ... وقال له :
الحمد لله الذي استجاب دعائي ... والحمد لله الذي هدى مسلما على يديّ ... ولأن يهدي الله بكَ رجلا واحدا خيرُ لك من الدنيا وما فيها ... سامحك الله يا ولدي على ما اقترفت ... وليغفرْ الله لك ما جنيت ...
وهنا اغرورقت عينا صاحب الدار بالدموع ... وقال والعَبْرة تخنقهُ:
أعدك يا شيخ بأنني منذ الآن لن أقطع الصلاة ... ولن أضيع فريضة واحدةً أبداً... واُشهد الله على ذلك ... وسأكفّر عما فعلت معك... وسأحج هذا العام لعل الله أن يغفر لي ما اقترفت !!...
وهنا التفت صديق الشيخ الماليزي إلى زميله وهما في صالة المطار ... فوجد الدموع تترقرق من عينيه ... فقال له :
هذه هي قصة الشيخ الماليزي التي لا تخطر على بال ... ألا تغبط الشيخ الماليزي على هذه النعمة التي أعطاها الله إياه ؟!!...
وشهد بعض الذين حضروا القصة أنهم التقوا ذلك الشاب صاحب المأدبة في الحج و كله ندم علي ما بدر منه | |
|