الصدق

الصدق

الصدق واجب وهو ضد الكذب والكذب لاشك أنه مذموم ملعون صاحبه ( ألا لعنة الله على الكاذبين ) فإذا كان الكذب كذلك كان الصدق محمودا وقد أثنى الله كثيرا على الصادقين والصادقات ومن تعود الصدق صار صديقا واختار الله جل شأنه هذا اللقب لكثير من أنبيائه عليهم السلام وسمى الصديق أبو بكر رضوان الله عليه صديقا لكثرة صدقة ولتصديقه النبي ( ص ) دون أن يسمع منه ذلك في حديث الإسراء المشهور لما رجع النبي ( ص ) من بيت المقدس وأخبر قريشا فكذبوه وقالوا هذا مستحيل أن يذهب من مكة إلى الشام ويرجع في ليلة واحدة فجاء لهم بشواهد تشهد بصدقة ولكنهم لم يقتنعوا وذهب بعضهم إلى أبي بكر كالشامت فقال له أسمعت ما قال صاحبك وأراد أن يضلله قال كذا وكذا فقال أبو بكر ( إن كان قال فقد صدق ) فسماه الله على لسان جبريل صديقا ولما سئل كيف صدقته قال أصدقه في خبر السماء وأين السماء منا فكيف في خبر الأرض التي نحن فيها - أو ما في معناه – وقال النبي ( ص ) " إن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا " رواه ابن مسعود
ويكفي في فضيلة الصدق إن الصديق مشتق منه وقال ابن عباس ( أربع من كن فيه فقد ربح , الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر ) وقال بعض العلماء ( أجمع الفقهاء والعلماء على ثلاث خصال إنها إذا صحت ففيها النجاة – ولا يتم بعضها إلا ببعض – الإسلام الخالص من البدعة والهوى والصدق لله تعالى في الأعمال وطيب المطعم ) .
ولا يجوز الكذب مطلقا إلا ما استثناه بعض العلماء في ثلاثة مواضع في الصلح بين اثنين تقول بشي غير واقع لقصد تمام الصلح والثاني كأن يكون للرجل زوجتان فقال لإحداهما كلاما يرضيها به وإن كان ليس له أصل لكنه غير مؤثر ضررا في مال ولا في نفس والثالث في خدعة الحرب مع أعداء الدين ويلتحق بهذا التعريض قولهم ( إن الكذب في المعارض لمندوحة عن الكذب ) وهذا يقع كثيرا ويتحرز الإنسان به عن الكذب إذا اضطر إلى تقية من جبار أو إعراض عن جميل لا يستطيع تنفيذه أو مثل ذلك كما حكي أن رجلا طلبه جبار من بيته فقال لزوجته خطي خطا في الأرض وضعي إصبعك عليه وقلي للجبار ليس هنا فظن الجبار أنه ليس بالدار أصلا وهي تعني أنه ليس في ذلك الخط فسلم منه أ .ﮬ
وكان النبي ( ص ) إذا أراد غزوة ورى بغيرها وما يروي عنه ( ص ) لما سألته العجوز أن يسأل الله لها الجنة قال " العجائز لا يدخلن الجنة " فبكت فأخبرها أن العجوز ستكون بنتا إذا دخلت الجنة .
وقد أثنى القرآن الكريم على أهل الصدق مع الله ومع الناس فقال :

" رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" .
فهذه الشهادة الصادقة التي ينبغي للمؤمن أن يعتمد عليها لا شهادة الدكتوراه وغيرها فيفوز من نال هذه الشهادة ورضي بها لا يقال إنها لمن وردت فيه من الصحابة بل هي عامة لهم ولغيرهم ممن صدقوا الله وجاهدوا عدوه وأخلصوا له وأنى لنا بأمثال هؤلاء وقد وهت العزائم وخملت الهمم وأخلدت النفوس إلى الراحات ونسوا ما أعد الله من النعيم المقيم لمن جاهد في سبيله ونصح لدينه وآثر الآخرة على الدنيا وخاف مقام ربه الأعلى في سره وجهره وفي الخلوة ونعند الملأ .

إذا السر والإعلان في المؤمن استوى فقد عز في الدارين واستوجب الثنا
فإن خالف الإعلان سرا فمالـــــــــــــه على سعيه فضل سوى الكد والعنا

وقال بعض الصالحين ( إذا وافقت سريرة المؤمن علانيته باهى الله به الملائكة)