المنسف هو وجبة شعبية ومشهورة في بلاد الشام وقد بدأت منذ زمن تعرف في كثير
من مناظق الخليج العربي، وتُعتبَر وجبة المنسف الوجبة الشعبية الأولى في
الأردن كما تعتبر من الوجبات المهمة في فلسطين.
يتم أعداد المنسف من
الرز واللحم واللبن. اللبن المستعمل عادة يتم إعداده عن طريق تجفيف الحليب،
وحفظه بكرات مملحة يطلق عليها اسم الجميد لدلالة عن حالته الصلبة، أو
الجامدة. ومن الممكن حفظ هذه الكرات الجامدة لفترات طويلة، ويتم فرك هذه
الكرات الجامدة ووضعها في الماء عند الرغبة بتحويلها إلى سائل مرة أخرى.
لعل من أسباب شهرة هذه الوجبة في المناطق الصحراوية والبلاد التي لها تاريخ
طويل مع البداوة هي سهولة حفظ الجميد وإمكانية الإعداد السريعة، مما يناسب
طبيعة الحياة التي كانت موجودة في تلك البلاد.
في أيامنا هذه، أصبح
المنسف جزءاً من التقاليد للمناسبات، كما أنه رمز للتمسك بالأصول، إذ من
الصّعب تصوّر مناسبة سعيدة كالأفراح أو ولائم المواليد بدون وجبة المنسف.
ولعل من أهم أسباب نكهة وطيبة مذاق المنسف هي طريقة إعداد الرز. فرزّ
المنسف يختلف في طريقة إعداده عن قرينه الرز الياباني الذي يسلق بالماء حتى
يمتص الرز الماء مع إضافة بعض الملح إليه لجعل طعمه مُستساغاً. فرزّ
المنسف يُسلق بماء اللحم وقد يستعمل الدجاج بدل اللحم (صار حديثا) ويكون
الأرز مشبّعا بدهون اللحم أو الدجاج إضافة إلى البهارات. فالمنسف من
الوجبات المثقلة بالدهون ولا تتلاءم مع من يتبع نظاماً غذائياً صارماً.