منتدى المنشد عمرالعمير
رحلة... (من مذكرات سَجين).. 12892434361
منتدى المنشد عمرالعمير
رحلة... (من مذكرات سَجين).. 12892434361
منتدى المنشد عمرالعمير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رحلة... (من مذكرات سَجين)..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
إدارة المنتدى "
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارة المنتدى


مشاركاتي : 35409
تاريخ التسجيل : 22/04/2010
الموقع: : ●|[السعودية]|●

رحلة... (من مذكرات سَجين).. Empty
مُساهمةموضوع: رحلة... (من مذكرات سَجين)..   رحلة... (من مذكرات سَجين).. Emptyالجمعة سبتمبر 02, 2011 8:41 pm

الآن سأبتعد عن الخيال والشعر

والفكر والاحساس والتأمل

وسأخوض معكم قصة حقيقية

احداثها واقعية

وهي رحلة اسير (سجين)

من الالف الى الياء

ولطلولها.... سأكتبها بمراحل

او حلقات او اجزاء

لايهم التسمية

وانما مايهم متابعة القصة

.............................................






*
*

فييوم لا يختلف في ظاهره كثيرا عن باقي الأيام ،
حيث العمل ومشاغل الحياة،
كان هناك دافع ما ينزعني من كل ذلك
لأقوم بمهام ليست في جدول الحياة اليومي
لدي..

هل تراها الحاسه السادسه؟!!

ام انها تدابير القدر؟!!
لم تسمح لي عجلة الوقت زيارة جدي واعمامي منذ مدة..
فقررت الليلة المرور عليهم ..

ذهبت اليهم بعد صلاة العشاء في زيارة سريعة
وبينما نحن في حديث عائلي دافئ اذ قطعه علينا صوت جوالي..
اعتذرت من اقاربي لانشغالي بموعد جديد..
وانطلقت مع صديقي - المتصل بي- في سيارته الى احد البيارات
حيث تجمع عدد من اصدقائي للسهر والعشاء سويا..

كانت ليلة لا تُنسى .. تحدثنا طويلا ولاحظنا طائرات المراقبة – الزنانة-
وهي تحلق فوقنا فعلمنا ان هناك حملة اعتقالات
ستقوم بها قوات الاحتلال الليلة..
لكننا تشاغلنا عنها واكملنا حديثنا الى وقت متأخر من الليل..
وتفرقنا على وعد بلقاءٍ قريب..

وفي الطريق الى البيت.. تذكرت صديق عزيز لم أره منذ مدة ليست بالقصيرة..
فذهبت اليه وقضيت بعضا من الوقت معه ومع الأصدقاء المتواجدين معه
..وصلت بيتنا وكانت عائلتي مجتمعة في حضور أحد اقربائي..
لازلت اذكر الوقت الذي قضيته معهم وكم كان حديثنا حميميا ..
لم اكن اتخيل انها جلسة وداع
واني سأغيب عنهم بعد دقائق لوقت
لا يعلمه الا الله..
وتأخر بنا الوقت واستأذن كل منا الى غرفته..
وقبل الاستلقاء على فراشي
تصفحت النت قليلا ونمت مع دقات الواحدة ليلا..

بدأ حلم غريب فور نومي.. مكبرات صوت..
أحاول فهم ما أسمعه.. ظننت للوهلة الاولى بانني فعلا احلم .
أفاق ذهني سريعا واسترقت السمع محاولا معرفة ما الذي يحدث من حولي..
وتفاجئت بسماع اسمي وطلبهم لي بتسليم نفسي
وصوت انفجارات قوية من قنابل صوتية وطلقات نارية
واستيقظت على اصوات على الباب:-

-افتخ باب.. افتخ باب
لم يكن حلما اذا.. بل هو كابوس واقعي..
قفزت من مكاني بسرعة وبدلت ملابسي
ولجأت الى الصلاة التي كان يقطعها عليّ اصوات صراخ الجنود واهاناتهم،
وفور انتهائي وجدت أهلي قد استيقظوا جميعا وتجمعوا في صالة المنزل..
أحسست انها لحظات الوداع وبكاء أمي يمتزج بصراخ الجنود :

افتخ الباب ... افتخ الباب..
واستعجل أبي وفتح لهم الباب
وما ان فُتح الباب اذ بالأسلحة واضاءة الليزر مصوبة على صدره
وبدأوا بالصراخ عليه وشتمه ولم يراعوا سنه
وعلامات الكبر المحفورة في ملامح وجهه
وطلبوا منه الرجوع الى الخلف ورفع قميصه عن جسده
ومن ثم اخلاء البيت فورا.

جهزت اغراضي الشخصية في هدوء غريب
لم اتوقعه ولم أخطط له من قبل بينما كانا لارتباك يسود البيت
واسمع صوت بكاء امي واخوتي واخواتي الصغار ..

شعرت ان لحظة الفراق قد حانت
وكادت دمعتي تهرب من عيني ولكن أمسكتها خوفا على امي ..
هي ليست دموع الخوف اطلاقا بل دموع الفراق ...

بنظرة خاطفة من النافذة رأيت الجيبات العسكرية
والجنود يعتلون اسطح المنازل المجاورة ..
وبعد رؤيتي لهذا العدد للقناصة..
خمنت ان يحيى عياش رحمه الله
بالمكان ولم ادرك بأن هذا الجيش جاء لاعتقالي ابداً..

وفي ساحة المنزل..
اجتمع الجميع في مساحة ضيقة جدا والجنود يحيطون بهم من كل جانب..

جاء الينا ابي وقال لنا بان الجنود طلبوا منه اخلاء المنزل وعلى الجميع الخروج ..

حينها انتهيت من كل الاستعدادات ،
ابدلت ملابسي وتوضأت وصليت وقبلت يدي امي وجبينها واخوتي
واخواتي والجميع في بكاء
وانا اسمع الأوامر بصراخ الجنود:

- الكل برا.. الكل يخرج .. بصوت عالٍ..

فعلا نفذ اهلي التعليمات..
تعانقنا..وخرج امي واخواتي واخوتي.. و فرغ المنزل من ساكنيه..
سواى..
بقيت و تأملت المنزل في نظرات وداع وكدت ان اذرف دموعا
ولكنيّ تحاملت على نفسي كي اُظهر القوة لذاتي ولأمي ..
امي التي عانت ما عنته
فلها اخ شهيد واخ اخر سجين مدى الحياة
وخرجت خلفهم ببطء شديد.
وما ان لمحني الجنود حتى صوبوا بنادقهم نحوي
ومنظر الليزر على جسدي له شكل من اشكال التحدي..

وسمعت الاهانات والصراخ من الجنود:
-ارفع عن جسدك
- استدركلمات تخرج متـكـسرة من جنودهم
ثم نادى احدهم بالعبرية ( بو لبو ) أي تعال وطلبوا مني هويتي الشخصية
وبعد عدة دقائق من فحصها جائني الضابط:-
-اهلا اهلا يا .....
انت وينك يا زلمة ليش مغلبنا معاك..

-تعال تعال تقدم..
بكل ثبات وتحدي تقدمت اليه وسألني عدة اسئلة:

- اسمك؟فأجبت
- رقم الهوية؟فأجبته بانها على الهوية
واستفسر عن معلومات شخصية اخرى
ورأيت على ملامح وجهه أثر الاستفزاز من كلماتي ..
سمعت صوتا مدويا منبعثا من بيتنا..
وكان صوت تـكــسيرهم وتخريبهم لمحتويات المنزل.


امسك بي جنود اخرون وابعدوني عن الضابط
لياخذوني الى امتار قليلة بعيدة عن المنزل
لارى جيب اخر ابيض اللون مختلف تماما عن بقية الجيبات العسكرية .
اوقفوني قليلا ووضعوا رأسي على الجيب
وشعرت بأن احدا من الداخل يراني واكدلهم باني فلان..
لحظات وابعدوني عن الجيب
واخذوني الى باب الجيب الرئيسي عند السائق
وفتح الباب واذا بشخص يقود الجيب ..

نظر الي قائلا :
-اتعرفني يا .....؟
فاجبته :لا
فقال لي وهو يبتسم في سخرية:
انا الكابتن جبريل الم تسمع بي؟
فأجبته: نعم سمعت بك
فاجئني بسؤاله:- كيف حالك يا فلان واخيرا تعرفنا على بعض
احببت التعرف اليك منذ زمن
ولكن لم تسمح الظروف بذلك
واليوم جاء الموعد .

رددت عليه:-
أي موعد؟!
فقال لي :-التعارف ثم الحساب..

سألته:
تتعرف عليّ انا؟ ( وضحكت ساخرا)-

نعم ومن غيرك اسمه فلان؟

- لا احد .. ( رددت عليه)

فاجابني باسلوب همجي
- أرجو منك ان تكون متعاونا معنا بالتحقيق
لتكون اقامتك سريعة
ضحكت باستهزاء وقلت له
- ان شاء الله خير

بقيت متوقف بجانب الجيب قليلا
و التفت الى الخلف لأرى جيراننا خارج منزلهم
بعد احتلال الجنود للمنزل
وتحويله لثكنة عسكرية لرصد منزلنا..
انتبه الجنود وانا انظر يمينا ثم يسارا وخلفا
فلم يعجبهم الامرفامر الضابط باللغة العبرية بابعادي عن الجيب
وعن المنزل اخذوني على منطقة خلف البيت وابتعدت عن اهلي كثيرا..
فسالني احدهم وهو يتكلم اللغة العربية بطلاقة

- ماذا تريد قبل ان تخرج معنا
فهمت يقينا من سؤاله ان اجراس الفراق قد دقت
معلنة مجيئ لحظة الوداع،
وجاشت في قلبي كل المشاعر
التي يمكن ان تتملك انسان في لحظة قاسية كهذه ..
فأجبته ومرارة في حلقي من الدموع المكتومة:

- اريد أن اودع أهلي..

فاجابني
- ولا يهمك تقدمت الى امي ببضع خطوات .. بطيئة ..
اولا وقبلت يدها وراسها فقالت لي بصوت عال:
- ربي يرضى عليك ويحميك وينصرك..
كررتها مرات عديدة ..
وبصوت مرتفع ازعج الجنود واربكهم ..
بدعائها هذا اُلقيت في قلبي القوة
وعلمت ان الله سيكون معي
وشعرت بقشعريرة تسري في جسدي
وقالت لي والدمعة بعيونها
ولكن تريد ان ترسل رسالة للجنود باننا اقوياء
ولا نهاب غطرستهم وبصوت عال
ربي يحميك يما
وينصرك ويثبتك
كون مثل ما بعرفك يا ابني.
اقشعر بدني ولكن هيهات لدموع ان تنهمر امام الجنود..

سلمت على ابي وعلى اخوتي وعلى جميع اقاربي
وبدأت اشعر بالقوة اكثر واكثر
صرخ الجندي :
- يلا تعال هون بكفي
وبدأ يتلفظ بكلمات عبرية لا افهمها
فشعرت بان موقف اهلي لم يعجبه اطلاقا
وبدأ بالصراخ ثانيا فتركت اهلي وتقدمت نحو الجنود
كي لا تزيد الشتائم على اهلي..

امسكني الجندي ودفعني الى الحائط بقوة
وادار وجهي وبدا بتفتيشي تفتيشا دقيقا
و كنت انظر خلسة الي الجنود و الجيبات العسكرية
وكان احدهم يجهز عصبة للعينين وقيود لليدين..
فوضع العصبة على عينيّ
ثم سحب بيدي الى الخلف وقام بوضع القيود البلاستيكية وشدها بقوة
ثم امسكني الجنود واخذوني الى الجيب العسكري
وتحرك الجيب قليلا و شعرت بانه تحرك بما يقاربفقط 100 متر
ليتوقف من جديد وشعرت بانه ينتظر احدا ..
وكانها , قافله متفرقة باماكن
وتتوقف على نقاط معينة لتنتظر اخرين

فعلا سمعت صوت دوريات قادمة لتنضم الى قافلتنا ..
بقينا على هذا الحالل اكثر من نقطة واصبحنا قافلة
وبعدها تحركت الدوريات بسرعة متوسطة
وانا اجلس مكبل اليدين ومعصوب العينين
خرجت القافلة من البلدة وبدأت بالمسير بسرعة فائقة ..
كنت اشعر بالخارج

وكأني ارى كل شيئ... .

.
.
.
وتبدأ رحلة الأسر
يتبع..........
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omaralomair.ahlamontada.com/
إدارة المنتدى "
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارة المنتدى


مشاركاتي : 35409
تاريخ التسجيل : 22/04/2010
الموقع: : ●|[السعودية]|●

رحلة... (من مذكرات سَجين).. Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحلة... (من مذكرات سَجين)..   رحلة... (من مذكرات سَجين).. Emptyالجمعة سبتمبر 02, 2011 8:44 pm

(2)

وبدأت رحلة الأسر داخل الجيب العسكري..
يداي في القيد من خلفي وعصابة العين تخفي كل المشاهد..
واجلس دون رحمة او رأفة بين أرجل الجنود.
سمعت صوت أميزهُ جيدا، صوت كاميرات الجوال..
ولم أتوقع اطلاقا بأن الجنودسيلتقطوا لي الصور
الا بعد ان تأثر نظري من تحت عصبة العين باضاءة الفلاش
.. وقد تكرر الصوت مع الفلاش لأكثر من مرة.
كل هذا وانا جالس على ارضيةالدورية
بين ارجل الجنود...
وبدأت في الابتهال والتضرع الى الله
وأدركت ان لا ملجأ من هؤلاء ومكرهم الا الله عز وجل..
كنت منتبها تماما لكل ما يدور من حولي،
حتى خط سير الدورية
عرفته من خلال انتباهي للاتجاهات التي تسلكها..
وبعد ما يقارب النصف ساعه من وقت التحركوصلنا الى الحاجز الغربي للمدينة (dco ) من شارع حيفا.
الى الحدود الاسرائيليةتوقفت الدورية..
انزلوني بقوة ونقلوني الى جيب آخر
وبدأ في التحرك مرة أخرى.
ثم توقفت الدوريات جميعها مرة أخرى..
نزل الجنود وبقيت بالدورية لفترة لا تتتجاوز ربع ساعة.
وسمعت صوت المخاشير من داخل الجيب
وصوت الجنود من خارجه يتمازحون..
حضر احدهم وفتح باب الدورية بشراسة وهمجية
وصرخ بالعبرية:
يلا انزل
.وتظاهرت بعدم معرفتي باللغة العبريةكرر النداء مرة اخرى،فأجبته صارخا :
- بعرفش عبري شو بتحكي مش فاهم شي.
اُستُفِز جدا من حديثي فقال لي بالعربية المت**رة من بين اسنانه
- انزل يلا.
فاجبته:
-مش شايف شي.
كرر عليّ الكلمة وبصوت اعلى:
- انزل يلاااا..(بالعبرية)
قصدت أن أرهقه بكثرة التحدث بالعربية التي لا يجيدها،
وهذا ما حدث بالفعل
.. واستمتعت بذلك كثيرا
فملامحه دلت على ( ارتفاع الضغط) ان صح التعبير..
وما ان نزلت من الدورية ومشيت قليلا،
حتى تفاجئت بصوت تعبئة الرصاص في الأسلحة !!
تمهلت قليلا لاكتشف بان الجميع يفرغ سلاحه من الرصاص..
عن طريق صوت الرصاص المتساقط على الأرض من اسحلتهمكان الصوت اقرب ما يكون لساحة رماية يتدرب
من فيها من جنود على اعدام الهدف..الذي هو انا بالطبع..
وبدأوا بالمسير بما يقارب 20 مترا سيرا على الأقدام..
وعرفت وقتها اننا بمعسكر قدوميم في احد المغتصبات المقامة على اراضي المدينة..
توقفنا فجأة.. وبدأت الأوامر من الجنود:
-(شيف) ( شيف)
كنت اعرف ان معناها ( اجلس)
لكني واصلت التظاهر بعدم الفهم للعبرية وصرخت ثانية:
- ما بعرف عبري احكي عربيفقال احدهم (اقعد) فجلست،
وتحسست موضعي وعرفت انه رصيف شارع..
ذهبوا وتركوا المكان خالياً..
هكذا شعرت من هدوء المكان وصوت الهواء من حولنا..
والبرد القارص المخيم بالمكان..
دقائق.. ولم اتحمل الوضع وأردت معرفة الأمر،فحاولت رفع العصبة شيئا فشيئا عن طريق ركبتيّ..
وبالفعل نجحت في ذلك وأتيح لي حيز قليل من الرؤية..
فوقع بصري على شابين تم اعتقالهما معي،
وتسربت الطمأنينة الى قلبي
وتماثل اليّ القول الشهير ( الموت جماعة رحمة)
وسمعت بضع كلمات مبعثرة من احدهما..
وفهمت منه انه يحذرنا من العصافير:
- ديروا بالكم من العصافير يا شبابوحُفرت هذه الكلمة في ذاكرتي..
وصدح صوت اذان الفجر..
من القرى المجاورة للمكان .. وبدأنا بالصراخ المتتالي:
- نريد أن نصلي يا مجرمين.
لم اعرف من اين تلك الجرأة التي تمالكتنا جميعا
في ذلك الوقت ولكن ايقنت بان الله معنا .
وكانت تحيط بنا مجموعة من جنود الحراسة
ولكن لم يمنعونا من الكلام ولميتحدثوا معنا اطلاقا..
وشعرت بأن مهمتهم هي تسليمنا لفرقة أخرى..
وهذا ما حدث..
فلم يمضِ الكثير من الوقت حتى حضرت وحدة من الجيش
ترتدي زيًا خاصًا وكان قائدهم الكابتن جبريل.
وقامت هذه الوحدة بالتوزع بالمكان
واخذ كل شخص مكانه ..
ثم حضر الينا الكابتن جبريل
وانا انظر اليه خلسة من تحت العصبةتقرب الينا قليلا ثم قال:
-اهلا بشباب الضفة اهلا اهلاوملامحه تضج بالسخرية والاستهزاءثم بدأ ياخذ كل شخص على مكان قريب من جلوسنا..
اخذ الاول ثم اتى دوري ..,
واخذني ومشينا خطوات الى كرفان قريب من مكان جلوسنا
ودخلنا فامرني بالتوقف
واغلق الباب وازال العصبة وفك قيد يدي..
و نظرت الى المكتب المجاور
فرأيت عدة اشخاص يرتدون الزي العسكري
ومنهم زي مختلف عن الزي المعتاد للجيش الاسرائيلي ..
وهناك طبيبة تجلس على مكتب شبيه بالعيادة
ولكن ليس بالعيادة ولكنه مجهز للفحص الاولي للمريض وليس اكثرطلبت مني التقدم قليلا لاكون قريب من المكتبفبدأت بالتحدث باللغة العبرية فلم اعرها أي اهتمام..
فكررت الجملة مرة ثانية وهي تسالني
هل لدي امراض معينة فبقيت على صمتيفسألني الكابتن جبريل باللغة العربية :
-هل تعاني من امراض ؟
-هل هناك أي الام بجسدك؟ أو اصابات معينة ؟فأجبته باني مصاب بمكان ما بجسدي
فرأى الاصابة وسالني ما هذهفاجبته .. اصابة منكم
فبدأ يسأل عن تفاصيلها وتاريخها وما شابهوترجم لي ما تقوله الدكتورة
ثم وقف جندي ممرض وقاس لي ضغطي وسجل النتيجة على الورق*
المهم اخذني جبريل خارج هذه الغرفة الصغيرة وبدأ باستجوابي ..
وبين لي الوجه البريء المسكين
ولكني كنت اعلم بانها اساليب يتحايلون علينا بها
من اجل اخذ اكبر قدر من ..
كل سؤال كانت اجابتي : لا او لا اعرفلم يعجبه قولي ابدا فضرب على ظهري قائلا:
- انصحك بمساعدة نفسك من اجل ان نساعدك
وانصحك بانهاء موضوعك سريعا
ولا تتعب المحققين لانك وقتها انت الخسران وليس نحن.
فاجبته:
-أي موضوع الذي سانهيه انا لا اعرف شئ
وانت جئت الى العنوان الخاطئ ؟؟!!
فكررها لي :
- انت الخسران يا بطل ..
فضحكت واجبته:-
انا الخسران انا الخسرانوقبل أن يعيدني الى مكاني السابق طلبت منهم ان يسمحوا لي بصلاة الفجر..
فأذنوا لي.. من دون رغبةوقدر الله ان ينشغلوا عني بأمر لا اعلمه.
فانتهزت الفرصة وصليت ركعتين صلاة حاجه
لعل الله أن يثبتني فيما انا قادمعليه
وبعد انتهائي من الصلاة نادى الكابتن جبريل احد الجنود
وقال له باللغةالعبرية ضع القيود والعصبة على عينيه.
فوضع ما طلب منه واخذني الى مكان جلوسي..
ما ان جلست دقائق معدودة حتى اتى شخص اخر
وسحبني معه الى غرفة مجاورةفك العصبة عن اعيني وبدأ يسالني باسئلة شخصيةوهذا الشخص يتقن اللغة العربية ولا يرتدي الزي العسكرياسمك.. عمرك... اسم امك..
اسم اخوتك واعمارهم ..
اسم اخواتك ... ماذا يشتغل فلان
وماذا يعمل فلانوبالنهاية ارقام الجوالات لجميع افراد العائلة ..
فاجابته باني لا احفظها..
ثم عند الانتهاء من الاسئلة امر بتعصيب اعيني مرة اخرى..
ثم حضر جنود الى الغرفة.. واقتادوني عدة أمتار..
وكانها خارج المكان او الىالبوابة الرئيسية للمكان
في هذه الاثناء سمعت صوت شاحنة ..
الصوت يقترب شيئا فشيئا او نحن الذين نقترب من الشاحنة..
وصلنا للشاحنة المنتظرة ..
وطلب من أحد الجنود ان اتقدم وارفع قدمي للأعلى
وفهمت انه أمر لصعود الشاحنة.
.فنفذت ذلك ولكن ببطء شديد..
ودلفت الى الداخل فأجلسني على مقعد حديدي..
وتركني وحدي واغلق الباب..
ولم استطع عدّ الاقفال التي سمعت صوتها يُقفل.
(الشاحنة هي عبارة عن شاحنة عسكرية مصفحة كبيرة الحجم
وظيفتها نقل الجنوداو الاسرى من مكان الى مكان
مقاعدها حديدية متعبة..و شبابيكها صغيرة جدا
لونها يميل الى اللون الاخضر مضاد للرصاص)
- من هنا؟ من الذي أتى؟صوت قريب كرر السؤال.. فأدركت انه موجه لي .
.فأجبته
- انا فلان.. ومن انت؟
- انا فلان من قرية كذا.داهمني الحذر ..
فما سمعت باسمه من قبل
وقررت عدم الاطمئنان لأي شخص حتى وان كانت ثقتي به عمياء.

يتبع.............
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omaralomair.ahlamontada.com/
إدارة المنتدى "
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارة المنتدى


مشاركاتي : 35409
تاريخ التسجيل : 22/04/2010
الموقع: : ●|[السعودية]|●

رحلة... (من مذكرات سَجين).. Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحلة... (من مذكرات سَجين)..   رحلة... (من مذكرات سَجين).. Emptyالجمعة سبتمبر 02, 2011 8:44 pm

(3)


تسللت اشعة الشمس من الفتحات الضيقة في الشاحنة
التي تسمى نوافذ وما هي الامنفذ لدخول بعض الهواء والضوء..
وبعد نصف ساعة من المسير بدأ الشاب فيالتحدث اليّ مرة اخرى،فتشجعت ورفعت العصبة عن عيني
وقد تمكنت من ذلك بسهولة لأن يداي مقيدتان الى الأمام.
ونظرت الى الشاب فتذكرت وجهه..
واطمأن قلبي وخصوصا بعد رؤيتي لقيود يديه
والخوف الذي يبدو من ملامحه..
فتكلمت معه لأزيل عنه الرهبة والقلق..
وبدأتفي ذكر الله عز وجل بصوت عال
وانتهيت الى قراءة القرآن الكريم..
وعندما صَمَتُّ ..قال لي:
- يبدو أنك اسير سابق وليست المرة الأولى لكسألته:
- وكيف عرفت؟فأجاب:
- من تصرفاتك وملامحك..يبدو ان الامر اعتياديا بالنسبة لك.
ضحكت وقلت له:
- لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا.. وهذا سر اطمئناني.
ولكن.. اين الشابين اللذان اعتقلا معي؟ هل رأيتهما؟اجابني:
- اما ان يبقوا في هذا المعسكر او يتم تحويلهم الى معسكر حوارة..
هذا ما سمعته من الجنود المحيطين بهما.
فوجدت اننا في طريق حيفا أي اننا في شمال فلسطين المحتلة..
توقعت وجهتنا القادمة وبدأت خيالات المعاناة بكل ملامحها ترتسم امام عيونيالمغمضة..
ونبض ايمانيّ في قلبي يحثني على الصبر والثبات..
فلم يكن هذا الطريق الذي تسير فيه الشاحنة..
الا طريق اخترته منذ البداية ولم أرضَ عن دروب الحق بديلا..
وطال الطريق.. ورفعت رأسي الى النافذه لأحاول رؤية معالم المنطقة....
فوجدت اننا في طريق حيفا
أي اننا في شمال فلسطين المحتلة.
تمعنت قليلا وعلمت ان الوجهه اما معسكر سالم
او تحقيق الجلمة ( كيشون)..
وتوقفت الشاحنة فرفعت رأسي مرة أخرى
فرأيت معسكر توقيف سالم وبجانبه محكمة سالم
التي تصدر المحاكمات والاحكام على الاسرى..
ودخلت الشاحنة عبر البواب الاولى وكانت للتفتيش
ثم عبرت البوابة الثانيةواخيرا توقفت توقف تام
دون اغلاق محركها وبعد عدة دقائق فُتح باب الشاحنة
فأنزلت العصبة علي عيني كما كانت..
وبدأ الصراخ المتعمد من الجنود:
-تعال قوم يلا...
وجذبني نحوه بشدة وساعدني في النزول من الشاحنة..
ومشينا أمتار قليلة ودخلنا مكان يبدو كأقفاص ال*****ات تماما – اعزكم الله
- وبداخله ثماني غرف(تقريبا) صغيرة
- لا تتسع الواحدة منها الا لخمسة او ستةاشخاص
- ويضعون بها عشر او اثني عشر شخصا..
- وحمام واحد خارج الغرف
- لا يُسمحبه الا ساعة صباحا وساعة مساءاوأدخلني الجندي الى غرفة المسؤول وفك قيودي وعصبة العين.,
وسألني عدة أسئلة وفور انتهائي من الاجابة
- أخذني آخر الى غرفة داخلية ونزع جميع ملابسي
- وفتشني تفتيشا دقيقا جدا.
وما ان فرغ من مهمته حتى سلمني ملابس خاصة
- بنية اللون(ملابس خاصة بالشاباص)
- وأمرني باستبدال ملابسي في احدى الغرف..
واستوقفني شكل الملابس ولونها فلأول مرة اراها او اسمع بها..
فطلبت منه بنطالي الذي كنت ارتديه
- فقال لي ممنوع فجادلته وقلت له:
- انت قمت بتفتيشه جيدا.. ما الممنوع؟ وما الأمر؟فقال لي في غلظة:
- ممنوع وبسوارتديت ما سلمني اياه وأخذني الى غرفة رقم 6 ودفعني قائلا:
-لا نريد مشاكل.. مفهوم؟لم اعره اي انتباه وكأني لم اسمع شيئا.
أغلق الباب بعد دخولي الغرفة،
- فاذا بها غرفة صغيرة جدا بالكاد تتسع لخمسة اسرى..
- وكنت رقم 11 بها..
استجمعت كل معلوماتي عن الأسر ومراحله
- وخصوصا مرحلة العصافير.
وتهيأت لاستقبال ايام الأسر بتفاصيلها..
جلست بهدوء..ثم سألت الشباب الموجودين بالغرفة:
-هل أذن الظهر؟رد احدهم:
-لاثم استطردت:
- ما هذه الملابس يا اخوان؟فأجابني نفس الشخص:
- ملابس للأسرى تم اعتمادها حديثا
- من قبل ما يسمي بالـ ( شاباص)
- بعد اناستلم امور السجون من عدة ايام
- وبدأ بتطبيق انظمة وقوانين غير معمول بها فيالسابق.
ارتحت قليلا ..
وبدأت في التفكير بهدوء وداهمتني التساؤلات ..
لماذا انا هنا؟؟وما الأمر يا ترى؟؟وقطع تفكيري صوت احد الشباب بالغرف المجاورة:
-يا شباب اذن الظهر.
وكان الجميع متوضئ ومستعد للصلاة..
- وصلينا جماعة على جزئين لضيق الغرفة.
انتهينا من الصلاة وفُتح باب الغرفة
- وسمعت الجندي ينادي باسمي وقال لي:
-جهز نفسك..بوسطةواتى اليّ عناصر من الشاباص ووضعوا قيود في رجليّ وفي يديّ..
- وبدأوا في اجراءات اخراجي من القسم.
استسلمت لتفكيري مرة اخرى..
- الى اين ذاهب؟ اين هي محطتي الاخيرة؟
- وصوت القيود يصم سمعي ويذكرني بواقعي الجديد..
- أسيرٌ انا.
-
-
- يتبع .............


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omaralomair.ahlamontada.com/
إدارة المنتدى "
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارة المنتدى


مشاركاتي : 35409
تاريخ التسجيل : 22/04/2010
الموقع: : ●|[السعودية]|●

رحلة... (من مذكرات سَجين).. Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحلة... (من مذكرات سَجين)..   رحلة... (من مذكرات سَجين).. Emptyالجمعة سبتمبر 02, 2011 8:44 pm

(4)
- جاء شخص يرتدي زي غريب واخذني الى الخارج ..
ورايت مجموعة أخرى ترتدي نفس الزي ..
- فتذكرت قول احد الشباب ان المسؤول عنالنقل
- هي وحدة ما تسمى( بالنحشون) ووظيفتها الاساسية
- هي نقل الاسرى من والىالسجون ومراكز التوقيف.
اخذوني الى باص صغير الحجم وفتح البوابة الخلفية وقال لي اطلع ..
فنظرت اليها فإذا بها عبارة عن قفص صغير الحجم يتسع لاثنين فقط.
ركبت وتحركت السيارة وكان يحيط بالسيارة دراجتان ناريتان من نفس الوحدة.. وسارت بأقصى سرعتها.
من معالم الطريق حددت الاتجاه
- وخصوصا اني قضيت فترات طويلة داخل فلسطين المحتلة
- واعرف مناطقها جيدا ...
وكانت هذه معالم الأسر ايضًا..
- طريق يتلوه طريق..
- ورحلة تسبق الأخرى.. ولا وصول
للاحتلال وسجانيه أساليب تعذيب شتى داخل السجون،منها النفسي والجسدي..
أما خارج السجن..
فيكفي الأسير تعذيبا وألمًا..
أن يرى طبيعة أرضه وجمالها
مستباحة للغاصبين ييتفننون في تعميرها..
وهو، صاحبها وترابها جزء من دمه،
لا يملك الا ان يمشي عليها أسيرا مقيدا..
وحتى المشي وملامسته لها ممنوع في عرفهم..
بل هي نظرات خاطفة تشعل القلبلهيبا
وتترك في الحلق غصصا لا تزيلها أهوال الأسر.

مازلت في السيارة ما بين تفكير ودعاء، الى ان وصلنا
الى تلة مرتفعة تحيطبها الاشجار الشاهقة من كل صوب،
كانت تبدو للوهلة الأولى كغابة خلابة..
بل هي غابة تسكنها وحوش ضارية في هيئة بشر..
اتجهت السيارة بنا الى طريق طويل وقطعته بوابة توقفت السيارة عندها..
وتمفحصها بدقة متناهية..
حتى ان الفحص طال السائق والجنود ايضا..
وسُمح لنا بالعبور.
.الى ان واجهتنا بوابة اخرى مماثلة للأولى في الشكل والاجراءات..
ودخلت السيارة..
وكان المكان يبدو أمامي ..
ساحة واسعة تضم مجموعة بنايات كبيرة
وموقف خاص للسيارات توقفت فيه السيارة التي تقلنا..
ومضى الجنود الى الداخل وبقي أحدهم معي..
وغيمت اجواء القلق والتوجس على قلبي..
فلا علم لي اين انا ولا ما سيحل بي الآن..
ولكن كل ما علمته..
هو الكرب الذي لا كاشف له الا الله..
وبدأت الهج بالدعاء والابتهال الى الله..
وحضر الجنود.. يصحبوا اثنين يرتديان الملابس الزرقاء..
وفُتحت البوابة الخلفية للسيارة وأمروني بالنزول..
وتكلم أحدهم بالعبرية دون اهتم لحديثه لأني كنت في عالم آخر..
ولكن ترددت الى مسامعي كلمة (كيشون).
سألته بالعربية:
- ماذا تقول؟فأجابني بالعبرية:
- يدخل الجميع الى هنا اسودا ويخرجون ارانب..
فآلمني التفكير كثيرًا وقد بدأ الارهاق يغزو جسمي ..
فآثرت عدم استباق الاحداث..
ومشينا الى ان وصلنا الى قفصين متجاورين
لكل منهما بوابة ويفصل بينهما فاصل..
وأدخلوني وأمروني بعدم الحديث مطلقا..
كنت وحيدا في هذا القفص لكني رأيت أكثر من عشرين شابا
معهم أمتعتهم فيالقفص المجاور..
فدققت النظر لعلي اتعرف على احدهم..
فلم انجح في ذلك..
فسألني شاب تزدحم يداه بالوشم:
- من اين انت؟أجبته:
جنين. اين نحن الآن؟رد عليّ:
- معبار الجلمة.
تأكدت من وجودي في مركز تحقيق الجلمة..
والشباب المجاورين لي هم ممن ينتظرون نقلهم الى أماكن أخرى..
والتزمت الصمت التام لأ**ب هذه اللحظات في مناجاة الله عز وجل..
وقاربت الشمس من مغيبها فأديت صلاة العصر وانتظرت مرة أخرى..
انتظار اللاشيئ..
أصبح ما سيحدث في اللحظة القادمة مجهول تماما بالنسبة لي..
واستحالت التوقعات في هذا الجو الرهيب.
ولم تكن هذه الخطوات عبثا من قبل الاحتلال..
بل هي طرق مدروسة ومبنية على دراسات نفسية دقيقة للأسرى..
وأخيرا..
جاء الجنود وطلبوا مني التقدم اليهم بعد ان فتحوا لي الباب.
فسألني احدهم باللغة العربية:
- هل تعلم أين انت؟أخفيت معرفتي وأجبته:
- لا أدري.
امسكوا بي كما تُمسك النعاج..
اثنان امامي وشخص يمسك بي ..
فجأة توقفت..
وطلبت منه بعصبية أن يتركني..
فتركني فورا ومشيت معهم الى ان وصلنا الى بوابة داخلية..
فتحوا الباب..
ورأيت معاقل دقيقة التصميم من حيث اماكن الدخول والخروج والمرور..
وبدأنا في دوامة لا تنتهي من الابواب والمداخل والممرات
التي تتصل ببعضهاالبعض ولاحظت ان البنايات مرتبطة ببعضها
من خلال هذه الطرق الصغيرة.
الى ان وصلنا الى بوابة خشبية لبناية أخرى..
وتظهر صورة اسد معلقة على الباب..
دقوا جرس البوابة..ودخلناوفور دخولنا.. أداروا وجهي الى الحائط
وطلبوا مني عدم الحركة..
في هذه الاثناء.. رأيت غرفة مقابلة لي..
وكأنها استوديو صغير.. كانت من الزجاج ولها اكثر من شباك..
وشاشات كأنها لعرض الكاميرات..


لم يطل انتظاري..
واصطُحبت الى غرفة جانبية وطلبوا مني خلع ملابسي..
فلبيت طلبهم..
وفجأة سمعت صراخ من أحدهم:-
جميييع ملابسك فانفعلت عليه في استهزاء:-
( نعم يماااا؟ )
كرر عليّ صراخه المزعج:-
كل من يأتي الى هنا لابد ان يخلع ملابسه ويبقى كيوم ولدته امه
.فكان جوابي الرفض التام..
ولكني كنت اعلم جميعا ان ( العروم) وهو خلع جميع الملابس..
أمر اجباري هنا والجميع مضطر اليه..
وبدأنا بالصراخ المتبادل..
هو يهددني باجباري على التنفيذ بالقوة.
وطلبت منهتفاديا للأمر أن يستخدم جهاز كشف المعادن
الذي يحمله بين يديه.. ولكنهرفض..بالطبع رفض ..
فلم يكن الهدف ابدا هو التفتيش او الفحص..
بل استخدام كل اساليب اذلالالاسير قبل بدء التحقيق معه..
كي يتحطم تماما ولا يقوى على تحمل ما هوآتٍ..
واتى على صوت صراخنا عشرة جنود..
والتفوا حولي وبدأوا في الصراخوالسب..
ولم استكن لهم واستمريت في طلب ارجاع القيود الى يدي..
واضطر احد الضباط الكبار للتدخل..
وتقدم بخطوات وئيدة ونظر اليّ
وقد تجمعت كل معاني الحقد في عينيه..
وقال لي في حزم:-
معك دقيقتان لتخلع جميع ملابسك..
قلت له في عناد:-
افعل ما تشاء فلن انف طلبكم.
كان عنادي مصطنع..
فأنا اعلم الا مفر من التنفيذ..
ولكن ان كان لابد..فلن يكون بالسهولة التي يتوقعوها..
وطلب الضابط من احد الجنود ان يبدأ بضربي حتى استجيب لهم..
فقال لي الجندي:-
معك آخر فرصة..
اما ان تخلع ملابسك باحترام او نتعامل معك باسلوب آخر
فاستجبت لهم ولكن اشترطت أن يخرج الجميع..
وبالفعل وافقوا على الشرط ولكن بقي معي جنديان..


وقال احدهم وهو يهم بالانصراف:-
اذا اردت ان تنادي على اي شخص.
.فنادي بـ شوتير ( شرطي).
وبدأت في التنفيذ ولم أكف عن ذكر الله فهو حسبي ونعم الوكيل في موقف عصيب كهذا..
وبدأ الجنود في المساومة مرة أخرى..
وطلبوا من الوقوف والجلوس لمرات
. فرفضت بشدة هذه المرة وصممت الا افعل وان كان موتي في هذا الرفض..
فقال لي:-
استدرفصرخت فيهم بشدة كي يعلموا أني لن اتنازل عن موقفي ابدا.
وجاء الضابط مرة أخرى وغضبه ي**و ملامحه الفظة..
فقلت له قبل أن ينطق:-
لو قطعتني اربا ووزعتني على العالم فلن انفذ طلبكم.
فكانت رحمة الله بي
أن ملّ هذا الضابط وطلب منهم انهاء التفتيش على هذا النحو..
فملأني شعور الثقة والانتصار
واطمئنت روحي لمعية الله عز وجل..
وارتديت ملابسي في لمح البصر.
.وقيدوني مرة أخرى وسلموني منشفة وملابسداخلية..
واخذوني مرة اخرى عبر ممر على جانبيه ابواب حديدية ضخمة
تشبهابواب شاحنات الموانئ ( كونتينرز)..
ووصلنا الى باب في ممر جانبي.. ودخلناه فإذ بثلاثة ابواب داخلية أخرى.. وعلمت فيما بعد انها زنازين منفردة يجمعها باب رئيسي ..
وفتحوا لي الباب رقم 27 وفكوا قيودي وادخلوني.
.كنت اعتبرها خطوتي الاولى داخل عالم الأسر المظلم..
+
+
+
+
يتبع................
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omaralomair.ahlamontada.com/
إدارة المنتدى "
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارة المنتدى


مشاركاتي : 35409
تاريخ التسجيل : 22/04/2010
الموقع: : ●|[السعودية]|●

رحلة... (من مذكرات سَجين).. Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحلة... (من مذكرات سَجين)..   رحلة... (من مذكرات سَجين).. Emptyالجمعة سبتمبر 02, 2011 8:45 pm

(5)
كل ما سبق من احداث كان تمهيد لهذه المقبرة الموحشة..
دخلت بهدوء شديد وأتحت لعيني التجول في ارجاء المكان..

ضوء خافت.. جدرانرمادية خشنة الملمس..

برش اسمنتي قاسي.. فراش مهترئ تفوح منه رائحة كريهة..
وغطاء ..بل هو نسيج لا قوام له..
هذه هي الزنزانة..

جلست أرضًا وحاولت استيعاب ما انا فيه..

وخصوصا ان الشعور بالانهاك بدأ يسيطر علىّ..
أفقت من تفكيري على صوت رهيب مرعب..

فإذ بباب الزنزانة يٌفتج فجأة في صلافةمنقطعة النظير..

وكان الشوتير.. طلب مني تجهيز نفسي بأقصى سرعة..

فتقدمتاليه ونظر الى ( البلوزة) البيضاء التي ارتديها وصاح بي:-
البس البس لم افهم ماذا يقصد..
ها أنا ارتدي ثيابي كاملة..
فاستطرد:-
البس الملابس التي سلمناك اياها ( ملابس الشاباص).

ونفذت الأمر وتقدمت اليه ثانية..
فقيد يداي وقدميّ..

واخذني من حيث اتينا مرة اخرى..

الي البناية الاولى أوالمقر العام.

وهناك..عرضني على طبيب ليسجل وضعي الصحي..

وكان هذا الفحصعبارة عن اسئلة واجابات وقياس ضغط

وما الى ذلك من امور بسيطة..

واخذني الشوتير مرة اخرى الى ممر الزنازين

ووضع نظارة سوداء قاتمة تحجب عني الرؤية تماما.

.ووصلنا الى دَرَج..
ورفع صوته ينادي شخص في الطابق العلوي:-
مخبيل.. مخبيل ( ارهابي او مخرب)..
صعد بي الى الطابق العلوي ودخلنا ممر..

وعلمت انه لمكاتب رغم حجب الرؤيةعني بسبب اصوات الموجودين

وبرودة التكييفات التي تتسلل من الابواب واصواتاجراس الهواتف..
واستغل الشرطي عدم رؤيتي وبدأ يتجه بي يمينا ويسارا

كي يضللني عن الطريق..
وأخيرا وصلنا الى احد الابواب وسمح لنا من بالداخل في الدخول..
برودة التكيف لا تقل عن برودة دماء السجانين.

.وصوت اصابع سريعة على ازرار كيبورد يخترق حاجز الصمت ..
فقام الجندي المصاحب لي بفك قيود يدي واجلسني على مقعد صغير ..

وقيد يدايمرة أخرى بعد ربطها في المقعد ..

وخلع النظارة السوداء من على عيوني..
مازال صوت الازرار مستمرا وكأن شيئا لم يكن..

وفجأة.. نظر اليّ الشخص الجالس وراء الشاشة وقال مستفهما:-
من انت وماذا تفعلهنا؟ضحكت باستهزاء وقلت له:-
اسأل نفسك فاصطنع الجدية في حديثه:
يبدو أن هناك خطأ ما لأنك هنا..
ما اسمك؟ فلم أجبه..
كي يعيد سؤاله مرة اخرى..-
ما اسمك؟أجبته بكل ثقة:-
فلان. ( اسمي الاول فقط)
أعاد سؤاله:-
اسمك الكامل؟فأجبته بهدوء..
فقام في حركة هوليودية:-
يااااااااااا أهلا بفلان يا أهلا بالبطل يا أهلا.
وضحكت في نفسي..

لأني اعلم جيدا هذا الاسلوب في التحقيق.

وعاودت حديثي معه:-
خير .. شو بدكم مني؟وبنفس التمثيل أجاب:-
مالك مستعجل..

لا تخاف رح نحكي بجميع الأمور.,
وقدم لي ورقة وقلم وطلب مني قراءة الورقة جيدا والتوقيع في الاسفل.

وفكالقيد عن يدي..

وتمعنت بالورقة جيدا وتأكدت من خلوها من اي شيئ يضرني..
وكانت الورقة تحتوي حقوق الاسير داخل مراكز التحقيق

مثل الاستحمام اليومي وادوات التنظيف وملابس ..

الى آخر هذه الاشياء...
وقبل التوقيع قلت له اين المكتوب على الورقة؟فقال لي.. ارسلت من يضعها لك بالزنزانة..
ووقعت..
واستطرد الشخص كلامه:-
انا المحقق ميمون..
الآن ستذهب الى الزنزانة لترتاح وغدا سنلتقي.
عاجلته قائلا:-
نلتقي؟لماذا؟ماذا تريدون مني؟ولماذا انا هنا؟فأجاب بهدوء:-
لا تصرخ وغدا نتفاهم..

هناك امور كثيرة سنتفق عليها وننهي الموضوع.

ورفع سماعة الهاتف وطلب الشوتير ليأخذني الى الزنزانة مرة أخرى..,
وفي اثناء خروجي من المكتب..

جائني صوت المحقق:
اسمع يا فلان..
نصيحة مني ..
(قص علينا القصة وروح عالبيت)..

وامامك الوقت في زنزانتك للتفكير..
فضحكت على كلمة ( روح عالبيت)
فهنا اما السجن واما السجن..
وعادت النظارة السوداء على وجهي مرة اخرى

الى ان وصلت الى الزنزانة.

.توضأت وصليت المغرب..

وبقيت على جلسة التشهد كما انا..
أخذني التفكير حيث أهلي وامي الحبيبة..

هلا تراهم يعلموا ما انا فيه الآن؟وكيف سأطمئنهم عني؟وهل لازلوا على حالهم منذ البارحة؟فشدتني موجة تفكير أخرى الى التحقيق المنتظر..

وخصوصا اني لازلت اجهل ماالمطلوب مني..

أكملت صلاة السُنة.. وبدأت في التخطيط للغد القريب والبعيد

.. ولكن التعب قد أخذ مني كل مأخذ واستسلمت لنوم غريب..
رغم حلكة الأسر، وقسوة التعذيب، وغربة المشاعر..

الا أن الارتكان الى الله هو ما يخفف عن الاسير كل الكروب..
بل ويجعل من سجنه خلوة وابتلاء يتقرب فيه الى خالقه عز وجل.

وما كان الله ليبتلينا الا ليصطفينا..
بهذه المعاني..
كانت تسمو اجسادنا عن كل العذابات التي نتجرعها..

كانت تلك النومة أول اغماض لجفني منذ لحظات الأسر الأولى..
وبالطبع رحت في سبات عميق ولم أشعر بما حولي..
وفجأة.

.استيقظت على صوت مرعب جدا ونبرة خشنة وكلمات عبرية..

أفقت سريعا لأحاول معرفة الخطب الذي حدث.. -
خد مغاش ( فطور)كانت كلمات الشوتير وهو يمد يده لي بوجبة الافطار..
بعد ان ايقظني من نومي على صوت يده وهي تدق الباب الحديد..

قلت له وانا احاول تذكر ما حدث لي بالامس:-
يا زلمة ليش هيك بتخبط عالباب وليش هيك بتفتح الاشناف ( طاقة صغيرة)؟
- مش انت بتعلمنا شغلنا..

قالها والضجر يتتبع كل حرف من فمه..
وأخذت منه الطعام ووضعته على الأرض..
سألته:-
كم الساعه الآن؟-
السادسه صباحا.
ومضى الشوتير وتركني لآثار الضوضاء الغريبة التي افتعلها..
بدأت استعيد وعيي مرة أخرى وتذكرت اني لم أصلِ الفجر.. فتوضأت وأقمت الصلاةالتي كانت توسل الى الله ان يحفظ عليّ ديني
وأن اعبر هذا البلاء وهو راضٍعني..
وانتهيت من صلاتي ونظرت الى الوجبة
التي قدمها لي الشوتير
وكانتعبارة عن بيضة ومثلث جبنة وخبز فينو
اسرائيلي الصنع..

لم اكن افكر بالاكل بتاتا رغم الجوع..
ولكني تذكرت ما انا مقدم عليه فقررت تناول الافطار..
وفي هذا السكون والصمت الموحش..
ما أسرع أن يتسلل الشيطان الى النفس وهي في هذه الوحدة..
فبدأت في تخيلمراحل التحقيق واسباب اعتقالي
ودارت بعقلي صور الشباب
ومن فيهم السبب
وماهي القضية المطلوب التحقيق معي فيها
وما الى ذلك من توقعات لا تخلو منالتهويل والخوف.. وخصوصا
بعد انا اخفى عليّ المحقق سبب وجودي
في هذا المكانالبشع..
ولكن بفضل من الله جائني يقين بأنه قدر مكتوب عند الله عز وجل
ولابد من نفاذه ايا كانت الاسباب..
وتوجهت الى ذكر الله مرة أخرى كي يطمئن قلبي..
وبدأت ابحث في الزنزانه..
عن اي شيئ يفيدني ..
مصحف او كتاب او اي شيئ يدلني على تحديد الوقت..
ولكن باء بحثي بالفشل..
بعد ساعة ( تقريبا) جائني الشوتير مرة أخرى وأمرني بالتجهز..
فارتديت ملابسي وتوكلت على الله
وفوضت كامل امري اليه..
مرة أخرى وضع القيود في يدي
والنظارة المعتمة على عينيّ
فعلمت اني ساتجه لنفس مكتب التحقيق..
وبالفعل دخلنا المكتب وأجلسني على كرسي
بالكاد يناسب طفل في العاشرة منعمره..
وربط قيدي في الكرسي من الخلف
وخلع عني النظارة..
وتركني وبقيتوحيدا في هذا المكان..
وتجولت نظراتي في أركانه
فرأيت جهاز كمبيوتر على المكتوب
وتليفونيين ولوحةعلى الحائط وتكيف مركزي
ونافذة تطل على الجبال المقابلة للمكان..
كل شيئ مُختار بعناية..
فلا شيئ هنا يمضي عبثًا..
حتى منظر الجبال كانتتثير الوحشة في القلب
والانعزال عن العالم الخارجي وانقطاع الامل من كلشيئ... الى من كان قلبه يأوي الى ركن شديد..
وبقيت هكذا مدة طويلة دون أن يدخل عليّ احد..
فكانت فرصة لأحافظ على ماقررته من عدم اعتراف
او رضوخ مهما كلف الأمر..
وانشغلت بين تسبيح وذكروقرآن..
وسمعت صوت أمقته منذ البارحة
8
8
8
8
يتبع.....................


معلش اتحملوني
بعرف زودتها شوي ........

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omaralomair.ahlamontada.com/
إدارة المنتدى "
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارة المنتدى


مشاركاتي : 35409
تاريخ التسجيل : 22/04/2010
الموقع: : ●|[السعودية]|●

رحلة... (من مذكرات سَجين).. Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحلة... (من مذكرات سَجين)..   رحلة... (من مذكرات سَجين).. Emptyالجمعة سبتمبر 02, 2011 8:45 pm

(6(
-بووكر توووف .
.كان المحقق ميمون يلقي عليّ التحيه وهو داخل الى المكتب..
فلم أرد عليه ( باعتبار اني لم افهم كلماته العبرية)-
صباااح الخير يا فلان.هكذا اعادها عليّ بالعربية..
فأجبته بلا مبالاه:-
اهلين ..!!
فابتسم وسألني:-
وليش زعلان؟ردت باستنكار:-
مين حكى اني زعلان؟فقال لي وهو متجه الى مقعده وراء المكتب:-
ملامحك تدل على ذلك وتقول انك مرتبك كثيرا.
أدركت انه بدأ في حربه النفسية فقلت ضاحكا:-
ومالذي يزعجك ؟وجودي ام غير ذلك..
ماالذي تريده الآن؟-
ما علاقتك بفلان؟فاجئني بسؤاله السابق الذي قطع حديثنا ..
فأجبته سريعا وبكل ثقة:-
من هذا الشخص؟وعن من تتكلم؟فأجاب:-
انت تعرف جيدا عن من أتكلم.
فقلت له في برود:-
ان كنت جئت بي الى هنا لتسألني عن أشخاص..
فسأختصر عليك الطريق..
انا لا اعرف احد ولا علاقة لي بأحد.
صمت قليلا وتشاغل بازرار الكيبورد ودخل شخص الى الغرفة
وتقدم نحو المحقق وتظاهر بسؤاله:-
من هذا الشاب ؟
ما اسمه؟رد عليه ميمون:-
فلان ..فضحك الرجل وقال بصوت عالٍ:-
البطل فلان عنا؟يا اهلا يا اهلا انت وينك يا زلمة وليش مغلبنا معك؟وتوجه بالسؤال الى ميمون:-
هل احتفلتم بقدوم البطل ؟فرد ميمون مبتسما:-
فعلا علينا ان نحتفل ونوزع الحلوى ..
كنت أضحك كثيرا على طريقتهم التي يحاولون خداعي بها..
وفتح الباب ونادى على المحققين المتواجدين خارج المكتب
فحضروا سريعا وكان عددهم لا يقل عن خمسة ..
فرحب بهم وقال لهم فور دخولهم:-
تعرفوا على البطل هاهو بين ايديكم الآن.
ظهرت الابتسامات على وجوههم الصفراء..
وأشفقت على تفكيرهم الوضيع في محاولة ايهامي بأني خطير الى هذه الدرجة
ليتهموني بتهم كبيرة لأعترف بتفاصيل صغيرة هي التي يبحثون عنها ويريدونها
مني..
(اطلب الكثير لتنال الصغير)..
ولكن.. خسئوا وخاب مسعاهم.. وبدأ الفصل الثاني من المسرحية الركيكة.. حينماطلب احد المحققين من الباقي الخروج من المكتب وبقي هو والمحقق ميمون معي..
وسحب كرسي واتى به بجانبي وبدأ يتكلم معي في عطف :-
المحقق ميمون ( جنتل مان)
فلا تزعجه وحاول ان تنهي الموضوع وتقص عليه القصة.
قاطعته:-
اي موضوع واي قصة؟؟!
فتابع حديثه:-
انت تعلم عن ماذا نتكلم ولا تحاول الاخفاء فكل الامور مكشوفة لدينا.
فسألته:-
اذا كل الامور مكشوفه.
.لمَ أتيت بي الى هنا؟فقال بنفس النبرة الهادئة:-
لنتأكد من انك تريد ان تساعد نفسك وتقول الحقيقة.
فقلت له بثقة:-
انا لا اعرف اي شيئ .
فجاوبني بنفاذ صبر:-
خليك هون واعمل بطل وانت الخسران.
فسألني ميمون:-
فلان لاتعرفه.. طيب.. وفلان؟ وفلان؟ وفلان؟فأجبته:-
انا لا اعرف جميع من ذكرتهم.
رد باستهزاء:-
لا تتعب نفسك فالمسبحة مقطوعة وانت آخر حبة فيها..
وحاول ان تعترف ليخفف عنك الحكم.
كنت اعلم جيدا..أن اي كلمة مني ستكون دليل او اعتراف.
فتكلمت في اصرار:-
لا تتعب نفسك معي..
فأنا لا اعرف احد ولا اعرف شيئ.
فقال مهددا:-
ستثبت لك الايام ع** ذلك وجينها لن ترى النور ابدا.
خرج المحقق الآخر وبقيت انا مع ميمون الذي قام عن كرسيه هو الآخر وخرج منالغرفة..
وبدأت افكر مرة أخرى في الاشخاص الذين ذكرهم..
وما الذي يدور في
ذهن ميمون وسرحت في نوبة تفكير عميقة..
ولكن انتبهت لغياب ميمون عن الغرفة ونظرت الى الباب فوجدت عينًا سحريةفتوقعت انه يراقبني من خلالها..
او من خلال كاميرا مخفية عن الاعين.
فتظاهرت بالاسترخاء التام..
وبدأت اتناوم..
وما ان أحس بنومي حتى دخل عليّ وصاح بأعلى صوته:-
قووووم اصحى ليش نااايم هون
ما في نوم،
ستذهب الآن الى زنزانتك وفكر جيدا.. وعندما تستعد لانهاء الموضوع دق على باب الزنزانة واطلب من الشوتير احضارك الى هنا..
وستأتي مباشرة.
فقطعت عليه تفاؤله:-
لن افعل ذلك ابدافقال لي في حزم.
ستخرج الآن للغداء.
وحضر الشوتير وذهب بي الى الزنزانة وسألته ان كان حانموعد الأذان ام لا.. وتناولت الغداء وصليت وارتحت قليلا..
وجاء الشوتير ثانية ليأخذني الى نفس مكتب التحقيق..
فكرر عليّ ميمون نفس الاسئلة السابقة عن نفس الاشخاص..
واجبته بنفس الاجابات.. فأنهى الحوار:-
انت حر.. انت الخسران.
وخرج من الغرفة مرة أخرى.
فتأكدت من تصميمه على طرح نفس السؤال عليّ بأنه لا يعرف شيئا ويحاول الضغط عليّ بكل الوسائل ليأخذ المعلومات التي يريدها.
ومضت ساعات وانا مقيد على الكرسي ووحيد بالغرفة وبدأ الخدر بتسلل الى بسبب الجلسة الثابتة التي
اجلسها منذ الصباح.. ..
وكاد وقت صلاة العصر ان ينتهي فبدأت بالصراخ:-
شوتيييير شوتييييييييرفحضر مسرعا وسألني عما اريد..
فأجبته:-
أريد ان اصلي.
فذهب عني واغلق الباب بشدة..
فكررت الصراخ:-

شوتيييير شوتييييير فجائني احد المحققين وسألني:-
ماذا تريد-
أريد الصلاة فنادى الشوتير وأمره بانزالي الى الزنزانة.
كنا في وقت قريب المغرب..
توضأت وصليت وفتحت طاقة الباب..
فوجدت المحقق ميمون ورائهافبدأ بالكلام واقتربت انا بحذر شديد:-
غدا سننهي جميع المواضيع..
الموضوع الفلاني، والفلانين والقصة الفلانيه.
ضحكت وقلت له:-
انا لااعلم شيئا فأغلق الطاقه وذهب..
شعرت ان اسلوبه بدأ يؤثر عليّ نفسيا..
واحسست انه يعرف كل شيئ واني م**ور الجناح بين يديه..
بدأ خاطر الاعتراف يجتاحني..
صليت وذهني مشتت تماما..
وما ان انتهيت من صلاتي حتى احضروا لي وجبةالعشاء.
فلم استطع الأكل وانا في هذه الحالة من الانشغال بالتفكير.. وتشاغلتبالصلاة والدعاء والذكر والاستغفار..
وشعرت بيقين وثبات من الله يملأ عليّوحدتي ويطرد كل هواجس القلق والتردد.. وصببت كل تفكيري في طريقة مواجهةالمحقق في يوم الغد وكيفية اقناعه ببرائتي.
وبدأت اكتشف طريقته في التأثير عليّ وان كلماته لي في الزنزانه ما هي الا طريق نفسية لبث القلق في نفسي لأكون لقمة سائغة بين يديه..

وقررت ألا أحقق له امنيته ابدا بعون من الله.
وطردت كل تفكير في عقلي بأمورالتحقيق وأبدلته بالتفكير في قضاء وقتي في هذا المكان فقررت قراءة ما احفظمن القرآن بصوت مسموع وان اقوم ببعض الرياضات كي لايخمل جسمي في هذهالمساحه الضيقة..
وانشدت بعض الاناشيد بصوت عالي وانا ارتب برشي وصنعت وسادة عليه من الغطاء المتهالك..

وعقدت نية الصيام لليوم التالي وقيام الليل في كل ليلة. الى ان يحين الفرج
من رب العالمين
وبعد صلاة العشاء استسلمت للنوم ولكن ضوء الزنزانة الخافت
اغماض عيني..حرمني من

فابتكرت طريقه احجب شعاعه المزعج.. اخذت محارم كانت موجوده على الأرضوبللتها بالماء القليل الموجود عندي
ووضعت عليها القليل من المربى كي تلتصق على الضوء..
وبالفعل نجحت الطريقة..
ونمت وانا انوي الاستيقاظ لقيام الليل..

وبعد مدة استيقظت وانا لا اعلم ما الساعه
ولكني توقعت اني مازلت في الليل
لان وجبة
الافطار لم تحضر بعد..
وكانت من اروع الليالي التي اقمتهابالصلاة..
آيات طويله وسجود خاشع وقلب متصل بالله عز وجل..
وتناولت وجبة العشاء **حور يساعدني على الصيام..
وكانت وجبة هزيلة جدا بالكاد تشبع طفلا
لا تحتوى سوى ملعقة مربى وقطعة **دةصغيرة الحجم.
حاولت معرفة الوقت دون طلب من الشوتير او غيره..
ولكن لا دليل تمددت على البرش..
وذهبت كل خواطري الى اهلي واحوالهم وقلقهم عليّ..

ومر وقت ليس بالقصير..
وشممت رائحة مميزة من طاقات التنفس.. وما اجملها من رائحة.. كانت رائحة الندى التي تسبق طلوع الشمس.. وسعدت
وجدت الطريقة لتحديد موعد صلاة الفجر. فرغت من الصلاة وقرأت أذكار الصباح..
وجاء نفس الصوت المفزع على الابواب..
صوت توزيع وجبات الافطار..

وبداية يوم آخر من التحقيق العصيب ...



يا ترى؟ كيف ستكون الجولة الثانية من التحقيق؟وكيف ستكون مواجهتي بأصدقائي؟وماذا سيحدث في غرف العصافير.. وأهلي.. ماذا سيحل بهم بعد ثالث يوم من اعتقالي؟
..


يتبع ........................




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omaralomair.ahlamontada.com/
إدارة المنتدى "
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارة المنتدى


مشاركاتي : 35409
تاريخ التسجيل : 22/04/2010
الموقع: : ●|[السعودية]|●

رحلة... (من مذكرات سَجين).. Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحلة... (من مذكرات سَجين)..   رحلة... (من مذكرات سَجين).. Emptyالجمعة سبتمبر 02, 2011 8:45 pm

(7)



ما ان سمعت تلك الاصوات..
حتى تأكدت ان طقوس اليوم لن تختلف عن طقوس الامس..

وبالفعل حدث ما توقعته..
استلمت وجبة الافطار بالرغم من صيامي..
وبدأت اتأهب لمعركة التحقيق بتلاوة القرآن..
وكنت احاول رفع صوتي بالآيات لبث الأُنس في مكاني الموحش..

وتكررت ايضا طقوس مجيئ الشوتير الى الزنزانة حتى وصولي الى غرفة التحقيق.

كانت الساعه تقارب السابعة والنصف صباحا..
وأحسست بروح التحدي تسرى في دمي..
فلم يكن تحقيقا بل هي مواجهة مع ذئاب في زي الرجال..

ووقوف الحق أمام الباطل..
وحرب متعددة الاسلحة..
وانا اعزل من كل شيئ
سوى عقيدتي ويقيني بالله عز وجل.


وانتهزت وحدتي في غرفة التحقيق بالاستغفار
والذكر وسؤال العون من الله..
وددت لو ان معي مسبحة كي اتمم العدّ عليها..
لكن لا شيء معي..
حتى اصابعي المقيدة لا استطيع تحريكها..


ووقع بصري على طاولة أمامي ..
فرأيت في مقدمتها السفلية ثقوبا عديدة..
وعددتها فإذ بهم 200 ثقبًا تقريبا ..
وبدأت بالحساب على الثقوب..
وسعدت كثيرًا بتوفيق الله لي أن هداني الى هذه الطريقة..

فجأة..اقتحم المحقق عليّ خلوتي ودخل مباشرة الى مقعده وكأن الغرفة خالية ولا يتواجد فيها غيره..
فبادلته الامبالاه واستكملت استغفاري..


تشاغل بالكتابه على الكيبورد..
وبعد وقت قصير وجه اليّ سؤال دون النظر تجاهي:
- الا تريد ان تنهي موضوعك؟
فورا أجبته:
- اي مواضيع؟
انا مش فاهم عن شو بتحكي!!
وفر مجهودك..
انا لا اعلم شيئا..
فنظر اليّ في قوة وقال:
- هناك شهود عليك..
وانا لم اخبرك بجميع المواضيع بعد..
وعليك اعترافات كثيرة من الشباب..
وواضح انك ما بدك تساعد حالك..
واذا بدك تضل هيك انت الخسران..
قانون تامير جاهز ومستعدين تحكم عليه..


او تروح اداري..


وختم كلامه بكلمة:
- انت مُدان.
ولم أهتز لكلماته واجبته في ثبات:
- اذا انا مدان..لمَ اتيت بي الى هنا؟
ارسلني الى المحكمة وحاكمني.
هدّا من نبرة صوته واجابني:
- نحن نريد مساعدتك..
ولكن اذا تجاوبت معنا وساعدت نفسك.
وخصوصا ان هناك شهودا عليك كما قلت لك.
أجبته بملل:
- ان كان هناك ما تدعي..
فأتِ بهم ليقولوا الحقيقة أمامي


قال بتحدي:
- وهل تقبل المواجهة؟
قلت له:
- نعم أقبل.
قال بنشوة:
وهل ستعترف حينها بجميع التهم الموجهة اليك؟
فأجبته:
- ان شاء الله خير.
وصمتُ تماما.
فترك لي الغرفة وذهب الى حيث لا اعلم...
وكأنه أراد ان يجمع علي الضغط النفسي بأسألته
والضغط الجسدي بالجلوس على مقعدي المرهق كل هذا العدد من الساعات.


وتأكدت من ذلك حينما دخل عليّ المحقق ( بيرتس)
ونظر اليّ في جلستي وقال لي:
- يبدو ان احد الامراض المتعلقة بطول فترة الجلوس الدائم سوف تظهر عليك..
وكان يقصد مرض ( الباصور).


ومضى الوقت ثقيلا على نفسي..
فلا حراك الا للصلاة فقط..
وغابت الشمس وانا على نفس الوضع منذ السابعه صباحا..
كان صوت الألم عاليا..
ولكني لم أظهر لهم ذلك ابدا.
وحملهم عنادي على ان يستمروا معي في هذه الطريقة لمدة اربعة ايام متوالية..
أخرج من زنزانتي الى غرفة التحقيق ولا اتركها الا في منتصف الليل..
وبالطبع كانت هذه هي طريقة جلستي في كل مرة.
بصرف النظر حققوا معي وسألوني أم تركوني اتذوق الآلام وحيدا..
ولكني كنت سعيدا لأني تأكدت من عدم وجود أدلة على الاتهامات التي القوها عليّ.
وفي صباح اليوم الخامس شعرت بأن هذا اليوم سيكون مختلف نوعا ما
عما سبقه من ايام.
بالبداية كانت نفس طريقة انتقالي من الزنزانة الى غرفة التحقيق..


ولكن ما ان دخلت الغرفة حتى تفاجئت بوجود المحقق بانتظاري ليبدأ معي الحديث فورا:


- يا فلان..
انت شاب ممتاز وعقلك كبير وتفكيرك متزن..
والى ما هناك من جميل الكلام..
وتركته الى ان انهى كل كلماته وسألته :
- ماذا تريد مني؟
ما سبب هذا الحب المفاجئ؟
فقال لي:
- نريد ان ننهي الموضوع اليوم.
فقلت له بنفس الهدوء:
- لا.
فأجابني محتدا:
- اسمع
انا تعاملت معك بالحسنى..
وكنت رجلا..
ولكن لا جدوى معك
ولكني حولت ملفك الى محقق آخر
ولكنه يحمل قلبا ميتا.
لم ترهبني كلماته وقلت له:
- انت ام غيرك..
لا شيء عندي.


قال لي وقد نفد صبره:
- انت الخسران..
سوف تبكي دمًا على اضاعتك لهذه الفرصة..
وفي الايام القادمة ستتمنى رجوعي للتحقيق معك.


فقلت مبتسما:
- انت ام غيرك.. لا يهم.


وفُتح الباب فجأة ودخل شخص يصرخ بكلماته الموجهة اليّ:


ستندم على يوم مجيئك الى الدنيا..
سأنسيك حليب امك ..


والى آخر عبارات التهديد والوعيد.


رأيت منذ البداية شخصيته المُرعبة
ولكني لم استسلم لهذه المظاهر الجوفاء
فأنا اعلم اساليبهم جيدا ما بين الترغيب والترهيب.


وبنفس الشدة ..
طلب من الشوتير نقلي الى غرفة أخرى
وتقييدي بها على نفس الجلسة.
وسبقني الى الغرفة..
بعد ان قيدني الشوتير وانصرف.
اشار الي المحقق في غلظة وقال لي:


- فكر جيدا..
وبعد نصف ساعه سآتي لأخذ اعترافك..
والا سآخذه بالقوة.
وانصرف بسرعه..


فكرت فيما سيفعله هذا المتوحش..
واستعنت بالله وطلبت منه القوة والتوفيق وسداد القول..


ودخل المحقق مرة أخرى ولكن بطريقة توحي بأنه ينوي قتلي.
وقال لي وهو يجلس على مقعده:
- يلا..
احكي القصة.


ضحكت وقلت:
- اي قصة؟!
فصرخ بازعاج:
- احكي كل شي..
وبدأ بسرد التهم الموجهة اليّ..
وانا انكر كل ما يقول.


لم يعجبه رد فعلي فقام من مقعده وتقدم نحوي
وجلس امامي ووضع مرفقيه على رجليّ
وضغط عليهم بقوة وأمسكني من قميصي وجذبني نحوه وقرب وجهي الى وجهه..


ولأتخلص من هذا الوضع الكريه..
صرخت في وجهه:
- انا لا اعرف شيئا
وبما انك تعلم كل شيئ حولني الى المحكمة.
أجاب مستهزءا:
- باستطاعتي انا احكمك الى قانون تامير
( حفظتها جيدا في عقلي ولم أظهر له اي اهتمام بها)..
واستطرد حديثه:
- وبيني وبينك تحدي ويا انت يا انا هنا..
وستعترف بكل شيئ


لم أرد عليه ولكني صممت على التحدي رغم توحشه.
وهمّ بمغادرة الغرفة وهو يقول لي:
سأتركك تتناول الغداء وتفكر جيدا
قبل انا احسم الأمر معك..
فأجبته بسرعه:
- احسمه الآن ..
انا صائم ولن اتناول الطعام.
فتركني دون ان يرد عليّ..
ولكني تعودت على اسلوب تركي بالغرفة
وتأقلمت معه جيدا وعرفت المقصود منه.
دوامة تفكير أخرى غرقت بها.


ماذا سيفعل بي المحقق الجديد ان لم اقل له ما يريد ؟
ما هو قانون تامير الذي يتغنوا به؟
واسئلة لا نهاية لها..
"
"
"
"
"
"
يتبع.........................




ِ

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omaralomair.ahlamontada.com/
إدارة المنتدى "
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارة المنتدى


مشاركاتي : 35409
تاريخ التسجيل : 22/04/2010
الموقع: : ●|[السعودية]|●

رحلة... (من مذكرات سَجين).. Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحلة... (من مذكرات سَجين)..   رحلة... (من مذكرات سَجين).. Emptyالجمعة سبتمبر 02, 2011 8:46 pm

(8)
جائني المحقق مرة وسألني
:
- ماذا قررت؟
هل نستخدم الشدة ام ستنهي الأمر؟

فقلت له وعلامات الاستفهام في ملامحي:
- ما هو قانون تامير؟
فأجاب وهو يضغط على حروفه
مؤكدا:
- قانون يتيح للمحكمة اصدار حكم على الاسير والاكتفاء بشاهد واحد لادانته
.
أحسست بخطئي لتسرعي في سؤاله..
لأني
رأيت في عينيه بريق انتصار مبدئي عليّ وانتهز الموقف وطلب مني الذهاب الى الزنزانه للراحة.
وهنا فاجئتني كلمة الراحة..
بعد كل هذه القسوة والصراخ والتهديد يطلب مني ان ارتاح؟
وساورتني الشكوك في هذا الطلب الغريب.
واخذني الشوتير الى الزنزانة ودخلتها وتفاجئت بما رأيت..
شخص نائم على البرش السفلي..
تفوح منه رائحة دخان مقززة.. شاحب الوجه .. غليظ الملامح.. كبير البطن.. تبدو عليه علامات الشيخوخه.. ووجهه غير مريح بالمرة
.
القى عليّ السلام ورددت عليه.
وبدأ في حديث كنت مرهقا في ان استمر معه فيه:
-من حضرتك؟
-انا فلان من ..............
تبرع وقال لي:
- انا رائد من ....................
انتظرني لأتكلم ..
ولكن حينها تذكرت نصيحة الشاب في يوم اعتقالنا الاول
( ديروا بالكم من العصافير يا شباب))).
تحصنت بالسكوت ..وتوضأت للصلاة ثم تظاهرت بالنوم لأرى كيف سيتصرف
..
انتظر قليلا وقد بدأ الملل يظهر عليه.. فأيقظني وقال لي:
- قوم يا زلمة خلينا نحكي زهقت لحالي.
زادت شكوكي في انه احد العصافير فعلا.. ولكني لم استطع الجزم بذلك ..
افترشت معه الأرض..
وبدأ يحدثني عن بطولاته وصولاته وجولاته وتطرق الى كثير من الامور الأمنية..
وانا احاول جاهدا تغيير الموضوع ولكن عبثا جاء الى مهمة استدراجي..
وأخيرا سألني:
-ما هي تهمتك
فأجبته دون أن اظهر له شكي فيه:
- لا توجد تهمة.. أحضروني الى هنا بالخطأ وان شاء الله يومين وبروح.
فضحك وقال:
- شو هالحكي؟
هان كل واحد بيجي على تهمة معينة وما في حدا بيجي وهو مش عامل شي وانا اكبر دليل..
كد اجيب عليه انك فعلا اكبر دليل ان عملك هنا عصفور حقير. ولكني قررت عدم اظهار معرفتي بحقيقته
.
وبدأ في الضرب على الوتر الحساس لدي اي اسير وخصوصا في ايام أسره الاولى:
- اعانك الله..
انت الآن في عز شبابك ..اكيد امك زعلانه عليك وبتبكي وما بتنام.. الله يكون بعونها ..وابوك اليوم بجوز ما طلع من الدار بسببك.. شاعر بشعورك والله..الله يصبر امك على فراقك
وكرر هذه الكلمات بصيغ مختلفة..
وهنا.. كادت دمعتي ان تفلت مني.. فأنا لم انسَ أهلي وامي بل أن قلبي يتمزق حزنا على ما تسببت لهم فيه.. ولكنه قدر الله النافذ..
الا اني تمالكت عيني ومنعتها من اللمعان امام هذا الوغد كي لا يشعر بضعفي امام كلماته الوضيعة..

كم من مرة يأسر عيوننا عصفور رقيق بألوانه ورشاقة تحليقه..
ولكن هنا..
بالأسر.. يختلف الأمر كثيرا.. فما العصفور الا عميل باع كل شيئ مقابل فتات يتلاقها من الصهاينة ثم يرمونه هو كرماد تدوسه الاقدام.
أصابت سهام العصفور هدفها بدقة متناهية..
فما ان انهينا حديثنا حتى شُغل تفكيري بأمي وحالها.. ونسيت النوم وانا بشرنقة القلق والخوف على أهلي..

وبدأت دموع عنيدة تتسلل من مقلتيّ ولكني حبستها كي لا يلحظها الوغد المقيم معي بالزنزانة..
فكتمت انفاسي معها وتحشرج صوتي في حلقي..
وكنت في حال لا يعلم به الا الله..فقررت الالتجاء اليه..
فلا معين لي الا خالقي عز وجل..

وفي صباح اليوم التالي.. حاول العصفور ان يتجاذب معي أطراف الحديث لعله يظفر مني بمعلومة او كلمة.. ولكن توفيق الله لي أني عرفت حقيقته منذ البداية..

فكرت في طلب مصحف منه ولكني ترددت قليلا لعدم علمي بمدى استطاعته في توفيره لي..

ولكني حسمت أمري وطلبت منه..

وكانت المفاجأة..

بدأ الطرق على باب الزنزانة وهو يصرخ
( شوتير شوتير)
وكأن امرا طارئا قد حدث..

وجاء الشوتير على الفور وطلب منه العصفور مصحفا..
لم تمضِ أكثر من 10 دقائق حتى أتي الشوتير ومعه المصحف الذي أريد..

وكانت هذه او دلاله واقعية على عمالة الرجل..
فلو كان أسير آخر وتصرف كما تصرف هو لمزقه الحراس اربا اربا..
ولكنهم عاملوا هذا الخائن بكل ود ولطف..

في مثل هذه الظروف..
يصبح امتلاك القرآن الكريم يفوق كل كنوز الأرض قيمة وثراءًا..
فاستغليت هذه النعمة التي بين يديّ وقررت الاستفادة من وقت انتظاري الثقيل في ختم القرآن كل ثلاثة أيام وحفظ ورقة كل يوم..

ويا لسعادتي بتنظيم كل وقتي على هذا النحو الرائع.. ما بين قرآن وذكر وصلاة ورياضة وصوم..
ويا للرقة التي تغشى القلب الذي ذاق القسوة في ايامه العادية.. وكم تحلو آلام الدرب وجهاد الأسر في ظل الاله..

ولكن كم كان يكدر صفوي ذاك العصفور الخبيث.. لكني كنت اتحدث معه في امور لا تغني ولا تسمن من جوع كأمور التحقيق والزنزانة الى ما هنالك..

وأوهمته ان الانطواء صفة ملازمة لي واختلاطي بالناس قليل..

واستمر الحال هكذا ثلاث ليال متواصلة.. الى ان انفجر فيّ وصرخ بأعلى صوته:
- يا زلمة احكي معي..عبرني.. شو انا حيط معك بالغرفة؟

واكمل صراخ بكلمات حادة وعنيفة..
ولكني لم احبذ ان يحتدم الموقف بيننا.. فهدئت من روعه وطلبت منه ان يستريح.. فوافق بشرط أن اغير اسلوبي معه.. فتظاهرت بالتفهم والموافقة على شرطه الماكر..

وأتت وجبتيّ الغداء لي وله.. فإذ به يتجنب الطعام ليفطر به معي وقت المغرب..
كدت اُبين له استهزائي بفعلته التي لم تنطلي عليّ..

وفعلا.. تناولنا افطارنا سويًا.. وبدأ في الحديث مرة أخرى وتطرق الى الجوانب السياسية والتنظيمات وامور تخصني.. وكنت في اقصى درجات الحذر.. فكل تجاوبي معه هز لرأسي فقط دون اي تعقيب آخر..

فبدأ يثور مرة أخرى:

- ما اتفقنا نحكي هيك
فأجبته والحنق يملأني:
- انا مستعد اتناقش معك بجميع امور الحياة ..
لكن !!
ابعد لي عن السياسة والتنظيمات والفصائل وكل ما يتصل بهم.

فأجاب بسذاجة:
- يعني بدك تقنعني انك مش حماس؟

أجبته واثقا:
- لا مش حماس.. وما الك علاقة انا حماس ولا مش حماس..

وتركت له الطعام وتوضأت وبدأت في شغل الوقت بالصلاة وقراءة القرآن.
أحس انه تسرع معي بسؤاله المباشر فبدأ يصلح من موقفه... وااقترب مني واستسمحني فيما فعل وقال لي:

- اطلب منك السماح عما فعلته ولم اقصد ابدا ما بدر مني ..لكن انت الثاني بتجلط، ما بتحكي ولا شي ولا كأنه حدا موجود معك..احنا بشر ولازم نعبر عن اللي بداخلنا.

فقلت له في حزم وهدوء:
- نعم بشر.. ونعبر ونقول كل شيئ لكن لا بهذا الكلام ولا بهذا المكان.
ورأيت في ملامحه عناوين الفشل والانزعاج.. وشعرت انا بالانتصار ..

وأتى اليوم الرابع بصباحه المختلف.. وفُتح باب الزنزانة بعد الثامنة صباحا وانطلقوا بي الى غرفة التحقيق.. وبعد ساعة طويلة من الانتظار وحيدا.. اقتحم عليّ المحقق الغرفة وتسبقه شرارات الغضب في حديثه:
- انت كذاب.. انت بتعرف كل شي.. وانت .. وانت.. واتهامات لا نهائية عرفت من خلالها انني فزت ايضا في هذه الجولة وحمدت الله كثيرا على فضله العميم..

صراخ ووعيد وأمر بالنزول للزنزانة فقلت في ثورة:
- بدك ترجعني عند زلمتك؟ اذا زودها معي بقتله وبخلص..
صاح بي:
- اغرب عن وجهي.
وطلب الشوتير فورا..
وما ان دخل حتى قام المحقق من مكانه وهمس في اذن الشوتير بكلمات لم اسمعها.. وقادني مرة اخرى الى الزنزانة الكئيبة. التي لم اعلم وقتها انها قصر مهيب مقارنةً فيما سأجربه بعدها..
وكم كانت الراحة تشملني بعد ان طار العصفور اللئيم من الزنزانة..
جلست قليلا اتمعن فيما يدور حولي ولكني انتبهت على مجيئ الشوتير مرة أخرى وأخذني الى طابق سفلي تحت الأرض..

فأخبرته أني لم آخذ اغراضي معي فأسكتني في الحال..
وأدخلني زنزانة ضيقة كالقبو الصغير تفوح منها رائحة مياه الصرف الصحي الراكده فيها والملوثة لفراشها المهترئ..
علمت انها مزيد من وسائل الضفط النفسي..
حاولت الابتعاد عن النجاسة قدر الامكان وطرقت الباب لعل احد يسمعني.. فأجابني رجل بسيط له هيئة محترمة تدعو الى الثقة وعرفني بنفسه:

- ابو امل. من قرية الفراديس
لم تغب عن ذاكرتي ظلال العصفور في الطابق العلوي والحذر الذي كنت اتعامل معه به.. وقررت ان اتحلى به هنا ايضا.

أحضر لي فراش نظيف وعرض على اي خدمه اطلبها منه..
كان يعمل بين زنازين الطابق السفلي وكان شديد اللطف هادئ الطبع.. في كثير من الاحيان كان يفتح طاقة باب الزنزانة ويتحدث معي عن مشاغل الحياة تارة وعن امور عامة تارة أخرى..

وفي احدى المرات.. قال لي:
- فلان يرسل لك السلام وهو بالزنزانة القريبة من هنا.

انكرت بشدة:
- انا لا اعرفه.

فقال لي في براءة:
- وما على الرسول الا البلاغ

وبدأ في اسداء النصائح اليّ وتحذيري من العصافير وركز لي على وجودهم في الطابق العلوي..
هممت ان اردّ عليه واقول له وبالطابق السفلي به العصافير امثالك ايضا.. ولكني ترتكته يكمل حديثه الذي انتقل به ليحدثني عن مغامراته هنا وهناك ويخبرني بحفظه للقرآن واجادته للتلاوة..
وانتهى من حديثه وأعاد عليّ سلام فلان .. فأعدت عليه الانكار.

وفي تلك الليلة الظلماء.. شعرت باختلاف سريع ومفاجئ ومتكرر في درجات الحرارة المنبعثة من فتحات التكييف وانتقالها من البرودة الشديدة الى الحرارة الخانقة..
وبدأ الألم القاسي يمتد من اطرافي الى انحاء جسدي.. وكأن المكان ينقصه المزيد من التعذيب.
لم اجد طريقة سوى تغطية جسدي لأحتمي من البرودة المفاجئة واحتمال الحرارة وانا على هذا الوضع.. ولم استطع النوم ولا الحراك في تلك الليلة الا لصلاة الفجر فقط..

وفي اليوم التالي..
جاء اليّ ابو امل مرة أخرى وقال لي هامسا:
- سأخبرك شيئا. لكن عدني بعدم اخبار المحققين.

فقاطعته في لهفة:
- مالأمر؟!!!

قال بنبرة خفيضة:
- فلان يخبرك السلام ويقول لك ان الموضوع الفلاني منتهي وحاول انهاء الموضوع من طرفك.

لم اتمالك ردي وصرخت به:
- اي شاب واي موضوع؟ انا لا اعرف احدا ولا اعرف امورا كهذه ابدا.. ولا تحاول ان تكرر طريقتك هذه ثانيةً.

فرد غاضبا:
- الحق مش عليك.. الحق على اللي بده يساعدك.

جاء الى مخيتلي صورة مدخل المكان بأشجاره الكثيفة وانعزاله عن العالم.. وعلمت انها دلاله واضحة جدا لغابة فيها ذئاب وضباع لا تعرف الرحمة.. ووحوش تتحين الفرص للانقضاض على الفرائس..

ومضى اليوم في هذا السرداب الخفي وبدأ يوم آخر اقتادوني فيه مرة أخرى الى غرفة التحقيق اللعينة..
واستقبلوني باسلوب مختلف عن كل مرة كما هي عادتهم في التنويع ليفقد الاسير اعصابه بمرور الوقت وينهار امامهم معترفا بكل ما عنده وربما بما عند الآخرين ايضا..

بدأ الوعيد الرهيب في هدم البيت واعتقال امي واهلي وتفتيش منازل الاقارب جميعا واذلال عائلتي على الحواجز..
وظل في يكرر في كلماته ويبدل بين معانيها وانا غير مكترث لما يقول واعتبرته مجرد اقاويل للضغط عليّ ليس الا..

فجأة..!!
رفع سماعة الهاتف واجرى مكالمة لا ادري من طرفها الآخر وتحدث بالعبرية:
- اذهب الى منزل فلان وفتشوه واهدموه واعتقلوا امه.

صدمتني الكلمة..
امي؟!!
هل سيعتقلوها حقا؟؟

حاولت نسيان ما سمعت كي لا يؤثر على موقفي ..
وكي اخفي على المحقق اني افهم العبرية من الاساس..
وخصوصا بعد ان لاحظت نظراته الحادة تخترقني

وبدأ في التحقيق معي واعاد عليّ الكثير من الاسئلة وانا شارد الذهن تماما.. ولا افكر بشيئ غير اعتقال امي..


دخل علينا المحقق ميمون الغرفة مقاطعا:
- عندي لك غدا مفاجأة..
فأجبته وانا مشتت التفكير:
- وانا احب المفاجئات.. اتمنى ان تعجبني مفاجئتك


أجابني:
- نعم ستعجبك جدا.
ونادى على الشوتير.. خذه الى زنزانته ..


دخلت الزنزانة وانا في اكتئاب حاد.. ولكني أويت الى ملاذي الوحيد.. القرآن والدعاء..



وسؤال لم يفارقني..
أمي الحبيبة..
هل سيعتقلوها؟!!
بأي ذنب واي تهمة ..؟


"
"
"
"
"
يتبع.....................




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omaralomair.ahlamontada.com/
إدارة المنتدى "
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارة المنتدى


مشاركاتي : 35409
تاريخ التسجيل : 22/04/2010
الموقع: : ●|[السعودية]|●

رحلة... (من مذكرات سَجين).. Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحلة... (من مذكرات سَجين)..   رحلة... (من مذكرات سَجين).. Emptyالجمعة سبتمبر 02, 2011 8:48 pm



(9)

لمتفارقني صورة امي رغم اجتهادي في الذكر والدعاء.. وتضرعت الى الله الايعتقلوا امي او يمسوها بسوء.. فكل ما انا فيه من عذاب الأسر يهون عليّولكني لن استطع تخيل تألم امي بسببي.. وخصوصا ان الأنجاس متوقع منهم كلشيئ..
وقضيت ليلتي في التوسل والرجاء ولم أفكر في النوم مطلقا وصليت الفجر واغمضت عيني من الانهاك الذي حل بي..
وما ان التقى جفنايّ ببعضهما حتى تنبهت فزعا من صوت طرقات الباب العنيفة..واذ به موزع وجبات الافطار.. وسمعت صوته:
- قوم فطور.
رددت عليه بصوت بالكاد يخرج من حنجرتي:
- صائم
فجاوبني صارخا:
- قوووووم .انت مضرب عن الاكل؟
فأجبته بتعب:
- لا مضرب ولا شي.. بحكيلك صاااااايم.
فجادلني:
- رمضان مطول ولا صيام الآن.
فتخلصت من صوته الاجش وأخذت منه الوجبة ووضعتها جانبا.
وحاولت الرجوع الى النوم ثانية ولكن هيهات.. رغم ان الوقت الذي نمته لا يتعدى الساعة..
وتنبهتالى صوت ابو أمل يهمس لزنزانة قريبة مني ويخبر من فيها ان هناك امرأة تماعتقالها بالامس من منزلها لكنه لا يعرفها – على حد قوله-..
ففزعتوتوجهت للباب كي انادي ابو امل واستفسر منه عن المرأة.. ولكن شيئا مامنعني من ذلك.. وتراجعت عن اظهار التلهف والخوف على امي كى لا يعتقلوهافعلا ان لم يتم اعتقالها الى الآن.
وداهم ابو أمل تفكيري وفتح طاقة الزنزانة وحياني مبتسما:
- صباح الخير
أجبته وانا احاول اخفاء نبرتي المتسائلة:
- صباح الخير.
فكرر عليّ ما قاله في الزنزانة المجاورة عن المرأة المعتقلة التي لا يعرفها ولا يعرف مدينتها.
فأطبقالهم ثقيلا على صدري.. وتغيرت ملامح وجهي.. ولاحظت انتباه ابو أمل لذلكفغيرت مسار الحديث بعيدا كي يرى عدم اكتراثي بالخبر.. ثم مضى..
مضى وتركني وحيدا لا يصاحبني الا الخوف الشديد على امي. ونسيت أسري وضيق زنزانتي ووحشتها..
لم يمضِ وقت طويل حتى حضر الشوتير واخذني الى نفس الرحلة الى غرفة التحقيق الفارغة.. وتكررت وحدتي فيها الى ما يقارب الساعة..
دخل المحقق متحمسا:
- بوكر توف
ولا رد مني..
فأعادها بالعربية:
- صباح الخير.
رددت تحيته وقد اوشكت على الاختناق..
فباغتني:
- هل عرض عليك احد المحققين المفاجأة التي وعدتك بها بالامس؟
فأجبته وقلبي يشتعل ألما:
-لا.
فأكمل كلامه مستهترا:
- هناك مفاجأة لك واتمنى الا تزعجها..بل احترمها جيدا وحاول التخفيف عنها.
فقطاعته مذهولا:
- ما هي المفاجأة ؟وما الأمر؟!!
بابتسامة صفراء أجاب:
- بعد قليل ستعرف كل شيئ..
وتشاغل بالكتابة على الكمبيوتر ليقطع صمتنا محقق آخر يوجه كلامه للمحقق ميمون:
- اللي عندي بتصوت وبتصرخ..وجعت راسي.. والدة من هي؟؟ خلصوني منها يا جماعة..
لم يبعد ميمون نظراته عن وجهي اثناء حديث المحقق الآخر.. بالطبع كانت نظرات استكشاف لمشاعري ورد فعلي..
وذهب المحقق ودخل آخر ويسألني:
- ما اسمك؟
بنفاذ صبر اجبته:
- فلان.
قال لي بنبرة تحذير:
- بتحكي لامك ما تضلها تصرح وتصوت.. احنا بشر وما بناكل البشر ..
أجبته بعدم اكتراث رغم الأسى الذي اغرقني:
- خليها تصرخ.. شو فيها؟ بتستاهلو..
ومازالت نظرات ميمون عليّ..
تأكدت من اعتقال امي ولم يبقَ لي سوى انتظار لقائها..
وفي وقت الظهيرة قال لي المحقق:
- اذهب الآن الى الزنزانة وتناول غدائك وصلي وحاول لما ترجع تنهي موضوعك..
فقدت هدوئي وانفعلت في ردي:
- يبدو انك لا تفهم جيدا.. اجبتك سابقا واكررها ..لا يوجد عندي ما اقوله اطلاقا..
وجاء الشوتير ليأخذني الى رحلة العودة الى الزنزانة.. وودعني ميمون بكلمات أدمت قلبي:
- حاول ان تخفف عن والدتك قليلا.. فهي مريضة وتحتاج الى علاج واذا طالت مدة اعتقالها هنا ستكون كارثة على وضعها الصحي..
وفي طريقي للزنزانة رأيت على أحد الأبواب علامة لامرأة ترتدي الحجاب.. وفهمت انها دلالة لوجود فتاة في هذه الزنزانة.
وأدخلنيالشوتير الى زنزانة مختلفة عما كنت فيها.. واحسست فيها بميزة افتقدتهافيما سبق وهي سماع ما يدور حولي.. ولم اكن اعلم ان هذا الوكر لا مجال فيهلأي ايجابيات..
وفور جلوسي سمعت صراخ امرأة.. لم استطع تمييز صوتها فالصوت كان بعيدا جدا..
وعلمت مدى الكارثة التي حلت بي.. أمي هنا.. انا على يقين من ذلك الان..
فجأة انقطع الصوت..وسمعت صوت باب يُفتح وصراخ شرطيات ( فتيات) على الأسيرة.. ثم صوت اغلاق باب مرة أخرى..
لم استطع من على هذا البعد ان اتكهن ان كانت الاسيرة مازالت بزنزانتها ام اخذوها الى مكان آخر..
وتشاغلتمرة أخرى بالذكر والصلاة.. وقد بدأ التعب يظهر على جسدي ونفسي بشكلملحوظ.. ولكني صممت على الصمود حتى لو واجهوني بأمي سأبدي لهم ان الأمرعادي بالنسبة لي.. بل سأشكرهم على احضارها لي لرؤيتها هنا..
ومضى النهار وانا على هذا الحال.. ودخل الليل ولا جديد..
ولم ينقطع تفكيري في امي ووضعها الصحى الذي سيتردى هنا..
انقضتتلك الليلة العصيبة في التفكير دون نوم.. وقد أثر ذلك كثيرًا عليّ.. وخاصةأن نومي في الايام السابقة لم يكن كافي على الاطلاق مع ارهاق الصيام وقلةالاكل فضلا عن الضغط العصبي والنفسي المحيط بي من كل جانب..
مضىصباح اليوم التالي دون جديد ايضا الى ان دخل وقت العصر وذهبت في رحلةالعذاب الى التحقيق وفورا بدأ المحقق في كلامه المستفز عن امي وواصل السبابوالشتائم عني وعنها..
ادركت انه استدراجا لي ليعلم مدى تأثير خبر اعتقال امي عليّ.. واكمل حديثهالى ان وصلت الى حد لم امتلك فيه اعصابي وثرت في وجهه قائلا:
- امي هنا وابي بالبيت.. اذهب واعتقله ولا تنسى ستي والعائلة كلها.. وما رح تعرف شي مني لأني ما بعرف شي.
وانفعلت الى درجة اني لم اعلم بماذا تفوهت ولا لماذا تصرفت على هذا النحو..
ولكن حالتي النفسية قد وصلت الى الحضيض وان لم اُخرج انفعالي بهذا الشكل سأتحطم امامهم..
فزاد المحقق من نبرة صوته وحدته:
- اردت ان اجمعك بوالدتك لتحاول ان تخفف عنها وهي بهذه الحالة السيئة ولكنك ما بتستاهل.
بنفس الحدة اجبته:
- لا اريد ان اجتمع بأحد لا والدتي ولا غيرها وما بدي اشوف حدا..واذا ناسي تجيب العائلة كلها ..هاتها.. ما بهمني ابدا..
صرخ في وجهي:
- انتم العرب مجرمون ارهابيون مخربون.. كلكم هكذا.
ونادى على الشوتير ليوصلني الى الزنزانة..
وندمت كثيرا على استعجالي بما نطقت به وعدم سماحي له ليبين لي ان اعتقلواامي بالفعل ام هو مجرد تهديد.. وخصوصا اني لم ارها حتى الآن وما زال شكايساورني..
وما ان دخلت الزنزانة حتى دخل عليّ شخص.. عرفني بنفسه:
- ابو ثائر .. من ....................
سألني بهدوء:
- ما اسمك ومن اين انت؟
فأخبرته.. فأجابني والدهشة تتملكه:
- انت اللي امك معتقلينها؟؟!!
تيقنت انه عصفور آخر ارسلوه اليّ كي يأكد لي خبر اعتقال امي..
"
"
"
"
يتبع.............

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omaralomair.ahlamontada.com/
إدارة المنتدى "
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارة المنتدى


مشاركاتي : 35409
تاريخ التسجيل : 22/04/2010
الموقع: : ●|[السعودية]|●

رحلة... (من مذكرات سَجين).. Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحلة... (من مذكرات سَجين)..   رحلة... (من مذكرات سَجين).. Emptyالجمعة سبتمبر 02, 2011 8:48 pm

(10)
وبدأت بنوبة انفعال أخرى:
- يعتقلوها ويعتقلوا ابوي وستي وسيدي.. احسن.. بوفورا مصاريف البيت..
وبعد نصف ساعة تقريبا.. أتوا ليأخذوه من عندي.. بعد ان انهى مهمته في زيادة تدمير نفسيتي والضغط عليّ.
بعدها بقليل..فُتحت طاقة الباب ورأيت منها وجه المحقق.. نادى عليّ..
وقفت واقتربت من الباب ليبدأ بكلماته التي حفظتها عن ظهر قلب:
- يا فلان خفف عن نفسك وعن اهلك وانهي موضوعك.. ورح نفرج عن امك.
فكان ردي:
- لا امتلك اي اجابة لأني لا اعرف شيئا وبالنسبة لأمي خليها عندك واعمل شو ما بدك.. انا مش سائل
هز رأسه بيأس:
- انت الخسران.

انهيت النقاش معه قائلا:
- ولا يهمكقال مهددا:
- اقامتك هنا رح تكون طويلة.

بثقة جاوبت:
- اللي كاتبه ربنا هو اللي رح يسير وما في شي بيغير المكتوب.

اغلق الطاقه وانصرف ..واستلقيت انا على فراشي.
سمعت اصوات بعيدة من الزنازين المجاورة وكان على ما يبدو ان الأسرى يتعرفونعلى بعضهم البعض من خلال الابواب.. فقررت ان انشغل عما انا فيه بمشاركتهمفي التعارف.

وجاءت الاصوات متقطعة:
- فلان الفلان من مخيم طولكرم
- انا فلان من جنين
- اما انا فلان .

وقطع الاصوات صوت الشرطة ليسكتونا ولكننا لم نأبه بهم وبدأنا بطريقة القطوالفأر.. ما ان ينصرفوا حتى نتحدث نحن.. ونصمت مع مجيئهم وهكذا.

الى ان اتى الشوتير ونادى عليّ ليأخذني للتحقيق..

وبدأت بسؤال المحقق قبل ان ينهمر عليّ سيل تحقيقاته..


- اذا انت فعلا معتقل امي هات اشوفها. واذا هي هون ما رح تاخد مني شي بل رحاعند معك اكثر واكثر.. واعتبره تحدي شخصي بيني وبينك...يعني اعتقال امي رحيزيد عزيمتي وما تفكر انك رح تاخذ مني اللي بدك اياه مطلقا.


اذا بافعل معتقلها هاتها الآن.. واستطردت:
- اذا بتجيبها الآن رح اعترف بكل شي .. واقصد الآن يعني خلال دقائق وليسخلال وقت لتذهب لاعتقالها وتأتيني بها .. ومرة ثانية بحكيلك اذا اعتقلتهاما بيهمني..


خرجت مني هذه الكلمات وانا اتمزق قلقا.. ولكني اردت ان يعلم ان لا شيئسيخضعني له حتى ولو كان اعتقال امي.. واردت ايضا ان اهدأ من روعي بنفي خبراعتقالها..


واستمريت في تكرار الكلام على مسامعه وبدأت في استفزازه شيئا فشيئا بكلمات كــ ( هاتها يلا )
(وينها)
( ولا انت بتكذب عليي؟)..!!
(انا الآن تأكدت من عدم وجود امي هنا)

الى آخر هذه الكلمات.. مع تأكيدي له ان لا شيئ سيهزمني في معركة التحدي معه..
كان صامتا تماما..


فتشجعت أكثر وقلت له:
- يا زلمة روح جيبها ..اعتقلها.. خليها مثلها مثل باقي النسوان لا هي اول ولا آخر واحدة بتعتقلوها..

أجابني في صرامة:
- جنيت على نفسك وسترى ما لا يعجبك ولا يعجب غيرك.

ونادى الشوتير وأمره ان يأخذني الى الــ (vip) ..
حينها فقط.. اطمأن قلبي ان امي ليست هنا وان كل ما فعلوه بي كان ضغطا نفسيا ليس الا..


ورافقني السؤال الجديد.. ما هو الـ (vip) ؟؟
هيأت نفسي للمحطة القادمة من الرحلة.. الـ vip فكرت كثيرا كيف ستكون اقامتي فيها؟ ولماذا اطلقوا عليها هذا الاسم؟

هل من المعقول ان تكون الرفاهية فيها عالية؟
ام هو استهزاء من شدة ماسألقاه فيها؟
"
"
"
"
:
يتبع........



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omaralomair.ahlamontada.com/
إدارة المنتدى "
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارة المنتدى


مشاركاتي : 35409
تاريخ التسجيل : 22/04/2010
الموقع: : ●|[السعودية]|●

رحلة... (من مذكرات سَجين).. Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحلة... (من مذكرات سَجين)..   رحلة... (من مذكرات سَجين).. Emptyالجمعة سبتمبر 02, 2011 8:49 pm

(11)



نفضت عني كل هذه الافكار واستعنت بالله وتوكلت عليه في هذه اللحظات الفارقة..

وتجاوزنا جميع الزنازين لأدخل مكانا معزولا تحيط به الكاميرات وكأنه مكان لتنفيذ احكام الاعدام..

القيت نظرة سريعة لمقر اقامتي الجديد.. فوجدت الابراش والزنزانة نظيفة وحمام ومرحاض خاص.. على ع** الزنازين السابقة..

توقعت ان سبب هذا الاعتناء المفاجئ بي.. هو ان اقامتي ستطول جدا هنا.. وجهزت نفسي كأني سأعيش ابدا..

وما اطولها من ليلة.. ظلمات فوق ظلمات، وغربة روح تفوق غربة المكان، وترقب يجثم على صدري..

اهلكني الجوع وانا على هذا الحال.. وارهفت السمع لأي دقات ابواب محتملة لتوزيع وجبة العشاء..

وبالفعل طُرق الباب:

- خوذ الفطور.

لم اسمع جيدا.. وطلبت تكرار ما قاله الشوتير:

- خوذ الفطور..قالها باستعجال..

فزعت وسألته:

- تقصد العشاء؟

- فطور.. قالها وانصرف..

تعجبت لما حدث.. هل نمت وانا في وضع الانتظار الطويل؟ ولماذا نسوا ان يحضروا لي العشاء؟
يبدو انهم تناسوا.. ويبدو ايضا ان ايامي هنا ستكون مختلفة تماما عن ذي قبل..

صليت الفجر ..وتناولت الافطار بعد ان اخذ بي الجوع كل مأخذ.. ولم استمكن من صيام ذلك اليوم..

وبدأت في ممارسة جدولي القديم من رياضة صباحية وقراءة قرآن وحفظ..

بعد فترة من الوقت قدرتها بساعتين..

اتى اليّ المحقق وكلمني مباشرة:

- هل تريد انهاء موضوعك؟

اجبتة انا ايضا بنفس الطريقة:

- لا املك اي معلومة عما تدعيه..

استهزأ قائلا:

- عندما تمل من زنزانتك هذه ..دق الباب لتأتي الينا خاضعا تطلب الاعتراف..

وانصرف سريعا..

شعرت بأن نقلي الى هذه الزنزانة ليس عبثا..بل ان الهدف هو تشويش افكاري بعد ان تداخلت اماكن اقامتي ومواعيدي التي اعتدت عليها من قبل..

وبدأت الايام تمضي دون اشعر بمرورها..فكانت اثقل من احسب الوقت فيها.. فلا احد يطلبني للتحقيق ولا عصفور بائس يأتيني لاستعراض خيانته..لا شيئ

ومر الاسبوع الأول وكأنه قرن من الزمان..

وأخيرا.. فُتح الباب وجائني الأمر من الشوتير ان اتجهز سريعا..

فارتديت ملابس الشاباص.. ورأيت قيود الأرجل يحملها لأول مرة.. وبدأ في تقييد يديّ واقدامي..

واخذني الى خارج الزنزانة.. واخرجني الى دهليز خارج البناية عبر ممر مصنوع من الزينكو..

كان صوت القيود يصم سمعي.. ويثبت لي ما انا فيه في كل خطوة اخطوها.. او سمها نصف خطوة او ربعها.. حتى الخطوات الطبيعية غير مسموح بها.. لشد ما آلم نفسي هذا القيد.. أرضي وبلادي..واسير عليها مقيدا.. وتهمتي اني احبها..

ولكن رأسي لم يُن** ابدا.. ولم يُزل جبيني..

اوقفني الشوتير خلف احد الأبواب ووجهي مقابل للحائط..وسمعت صوت خروج شخص ما من احد الغرف..

دقائق.. وفك قيودي وقادني الى قاعة كبيرة..

انها المحكمة..

سخرت من حالهم..فيك الخصام وانت الخصم والحكم..

أمرني الشوتير الا اتكلم الا عندما يطلب مني القاضي الاجابة..

ورأيت شبه منصة.. يجلس ورائها قاضي يجاورة شخصان..وعلى اليمين يجلس المدعي العام المبعوث من قِبل المخابرات ومترجم..

اقترب مني شخص وعرفني بنفسه وأخبرني انه الماحمي الخاص بي.. فحيته وسلمت عليه .

وبدأ القاضي في تمثيل دوره في المسرحية:

- ما اسمك وكم عمرك وما عملك؟

كان يتحدث والمترجم يترجم لي بالعربية..

أجبت على ما وُجه لي من اسئلة دون تلعثم او ارتباك..

واستطرد القاضي حديثه ..وآخر يسجل على جهاز كمبيوتر ما يقول..

وفهمت انه يسرد عليّ الاتهامات الموجهه لي.. ولكني لم اقاطعه وتظاهرت بانتظاري للترجمة ..التي لم اكترث لها ايضا..

كان المحامي بجانبي.. وطلب مني الا اعترف بأي تهمة وان اقولها لهم صراحة اني ارفض الاعتراف بكل ما ذكروه..

وانهوا حديثهم بـ:

- هل تعترف بما وجهناه اليك؟

كانت اجابتي السريعة:

- لا ..لا اعترف اطلاقا..

فأصدر الحكم.. التأجيل لواحد وعشرين يوم ويبقى الملف تحت التحقيق..

واعادوني الى الزنزانة فورا..

"
"
"
"
يتبع.............





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omaralomair.ahlamontada.com/
إدارة المنتدى "
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارة المنتدى


مشاركاتي : 35409
تاريخ التسجيل : 22/04/2010
الموقع: : ●|[السعودية]|●

رحلة... (من مذكرات سَجين).. Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحلة... (من مذكرات سَجين)..   رحلة... (من مذكرات سَجين).. Emptyالجمعة سبتمبر 02, 2011 8:49 pm

(12)

وبدأت نفس دورة اليوم مرة أخرى.. انعزال تام فراغ مطبق لا يخترقه الا بعض زيارات للحوفيش ( الممرض) الذي كان يبدو لي متعاقدا مع الشركة المنتجة لدواء ( الاكامول) فقد كان وصفته السحرية لأي مرض.. وهذه الوصفة لا تزيد عن حبة واحدة..واذا طلبت منه أخرى..يقول لي : اشرب ميّ..


وأتي اليوم الخامس والعشرون منذ وصولي الى هذه الزنزانة القاحلة.. أتى وقد تأقلمت عليها الى حد كبير وخصوصا مع مواظبتي على ما الزمت نفسي به من جدول اعمال..


وكان شعوري مرفرفا اذ تمكنت من استغلال الوقت الطويل بشكل جيد.. وشعرت بنعمة قد منّ الله عليّ بها افتقدها في الحياة خارج الأسر.. وهي نعمة الوقت وحسن استغلاله ايضا..


ولأول مرة يفتح الباب منذ يوم المحكمة.. وتجهزت ليأخذوني الى التحقيق الذي انقطعت عنه طويلا وكدت انساه..


بدأ المحقق معي:


- كيف رأيت الزنزانة؟


أجبته في استياء:


- مش متريح فيها ولا تصلح للاقامة ..والى آخر تلك الشكاوي..


لكني في حقيقة الأمر كنت على الع** من ذلك.. لكن علمت ان الهدف من سؤال كهذا ليس حبا فيّ او اطمئنان على حالي.. بل هو لقياس مدى راحتي او توتري في الوضع الجديد حتى ما اذا كنت مرتاحًا ..بدلوا لي الوضع لآخر اكثر توترا وازعاجا..


قاطعني:


- اذا فلان حضر الى هنا وواجهك بالاعتراف فهل ستعترف بما سيقول؟


بنبرة ثقة أجبت:


- اذا حكى كلام صحيح فسأعترف..اما اذا كذب فلن اقره علي شيئ


قال لي:


- اذن سنواجهك به..


- موافق.. قلتها سريعا وانا اتوقع ان يكون تهديدا شكليا مثل المرات السابقة..


لم يمضِ الكثير من الوقت..اذ دخل عليّ شاب اسير يقوده اثنان من المحققين.. وطلبوا مني عدم الكلام مطلقا الا عندما يطلبوا مني ذلك..


أجلسوا الشاب امامي... وسألوه عن حاله والى أخر ذلك النوع من الأسئلة..


تفاجأت لوجود هذا الشاب في الأسر وأفقت من مفاجأتي على سؤال المحقق له:


-هل تعرف فلان؟ ( يقصدني انا)


أجابه الشاب:


- نعم.


فكرر علي المحقق السؤال:


- هل تعرف فلان؟


أجبته وانا مذهول من رد الشاب عليه:


-لا..لا اعرفه اطلاقا..


وقد كنت كذلك فعلا.. لا اعرفه ولا تربطني به اية صلة..سوى اني اعرف انه من مدينتي..


بدأ المحقق يسأل الشاب عن تفاصيل اتهام معين.. والشاب يسرد له تفاصيل المعلومات والأشخاص والتوقيتات..

واكتشفت الكارثة.. الشاب يقص احداث لم تحدث من الاصل.. ويحكي عن اشخاص لا صلة بينه وبينهم.. وبدا لي انه مصاب بمرض حب الظهور.. حتى وان كان عند الصهاينة..
وأكمل الشاب حديثه الخيالي وأثناء كلامه قال لي :
- انا انهيت القصة عند العصافير. قالها بنبرة المظلوم المغلوب على امره..ولا يعلم ان ما فعله هو اكبر ظلم لي..
انهى حديثه بعد ان نضح الدم في عروقي وسألته:
- هل أنت متأكد بأن ما تقوله صحيح والشخص الذي شاركك ما اعترفت به هو انا؟؟؟!!
فأجابني مصمما:
- نعم.
ياللصدمة.. لو انه اعترف بأمر حقيقي لتفهمت ان ضعفا ما قد اعتراه.. اما ان يفبرك فلما كاملا ويعترف به للمحققين ويصر على اقحامي فيه..فانها مصيبة
تحليت بالصبر.. فما حدث ما هو الا ابتلاء من الله .. واخفيت التوتر من ملامحي..
وفاجئني المحقق:
- هل تعترف بهذا؟
فقطاعته:
- انا لا اعرف هذا الشاب وهو كاذب كاذب كاذب..
ورأيت الارتباك في تقاسيم وجه الشاب ..والعصبية في عيون المحققين.. فأخذوه وتركوني وحيدا مع محققي الأصلي الذي انفجر في وجهي:

- انت كاذب وارهابي ومخرب..
لا تعترف سنضعك في الحكم الاداري وبدل اما تنهي فترة حكمك ..ستقضي فترة اطول بين تمديد وآخر..
احسست بنشوة الانتصار – بفضل الله- في هذه الجولة ايضا..

وواصل حديثه بسباب مقذع لم اتحمل سماعه فبادلته السباب والصراخ ولم اتمالك اعصابي الى ان سُمع صوت مشاجرتنا من الخارج ودخل علينا احد المحققين محاولا تهدئة الجو المتوتر..

وانصرف ميمون وبدأ الآخر في تمثيل الوجه الهادئ والكلام الجميل والوعود المعسولة..
- اذا اقررت بما اعترف به الشاب فسأوصي المحكمة بتخفيف الحكم. ولا تنسَ ان كتمانك لهذه الاعترافات يدل على انك خائف من اكتشاف خطيرة انت مسؤول عنها وسيضرك تعنتك هذا..

تمثل امامي في صورة شيطان يوسوس لي بالاعتراف بتفاصيل صغيرة حتى لا اتهم بما هو اكبر واخطر.. وبدأت أفكر جديا في وعوده...

وتسلل الخوف الى قلبي من هذا الخاطر البشع.. ودعوت الله ان يلهمني الصواب .. وكان وعد الله باستجابة دعاء المضطر يقينا في هذه اللحظة.. وشعرت بقوة ربانية تزيدني عزيمة وارادة من حيث لا احتسب.. وخاطر يدحر ذلك الخاطر الاسود بأن ما يقولوه كذب واحتيال لتتورط بأمور لا علاقة لك بها..

فأجبته بصوت عال وكأني اريد ان اثبت لنفسي قوتي:
- لالا.. لا اعرف شيئا ولن اعترف.

- جنيت على نفسك اذا.. هكذا انهى حديثه معي وطلب من الشوتير اعادتي للزنزانة..
وفي اليوم التالي اعادوا الكرّة في التحقيق وبعد الانتهاء أخبرني المحقق اني سأذهب الآن لكتابة الافادة..

وادخلني غرفة مختصة بذلك .. وقابلت فيها محقق طلب مني الاجابة على اسئلته وكتابتها بخطي بالعربية.. وهو يكتب بالعبرية في نفس الوقت..




فاشترطت عليه لكي افعل ما يريد الا اعترف بشيئ..فقال في وداعة:
- ولا يهمك ..اجب عن الأسئلة كما تشاء.
كانت الصفحة الأولى من الأسئلة معلومات عامة عني وعن اهلي وغيرها من الأمور الاعتيادية..
وبدأ في الأسئلة التي تختص بالاتهامات والاعترافات.. فأنكرت كل ما وَجه اليّ ولم اجبه على سؤال واحد مما سأل..
وكان سلسا معي بشكل يدعو الى الدهشة..فمنذ متى تحولت الذئاب الى حمائم؟
وفي النهاية طلب مني التوقيع.. وانتظرت ان يطلب مني بصماتي كما اعلم مسبقا ان في نهاية الافادة لابد ان يبصم الاسير بأصابعه العشرة عليها..
لكنه لم يطلب ذلك من اطلاقا.. وهنا ساورني الشك وخصوصا انهم اخبروني اني سانتقل الى الزنزانة الآن وفي الغد سيأخذوني في البوسطة للانتقال الى السجن..

لم اطمئن ابدا لتصرفهم الغريب هذا.. فتسلحت بالحذر الشديد لما هو قادم..
وبدأت في التفكير ..
هل هو سجن حقيقي.. ام وكر من اوكار خفافيش العار الملقبون بالعصافير؟




:
:
:
:
:
يتبع ..........





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omaralomair.ahlamontada.com/
إدارة المنتدى "
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارة المنتدى


مشاركاتي : 35409
تاريخ التسجيل : 22/04/2010
الموقع: : ●|[السعودية]|●

رحلة... (من مذكرات سَجين).. Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحلة... (من مذكرات سَجين)..   رحلة... (من مذكرات سَجين).. Emptyالجمعة سبتمبر 02, 2011 8:49 pm

(13)


هنا عشت يومان اعدهم اكثر من سنتان
فقد بدأ الاسلوب او الوجه الاخر
فبعد العذاب النفسي لهذه الفترى الطويلة
بدأ العذاب الجسدي
لا اذكر سوى دخولي الزنزانة اذا فيها خمس اشخاص يلبسون اللباس المدني
تأكدت انهم عصافير عادو من جديد
ولكن الاسوء ما حصل .....
بين يديهم ورقة قالو لي وقع وابصم هنا تمنعت لا بل رفضت قطعيا
بعد نقاش حاد بيني وبينهم دخل علينا ميمون *****
ومعه كرسي صغير وقال لهم لا تناقشوه فهو يا بس الرأس
اخذو يتفننون في تعذيبي بين الضرب وتقييد قدمي ويداي
لكي اضعف ولا اقدر ع المقاومة
لا استطيع ذكر ما حدث لذلك سأختصر تلك الفترى
لاني لم اوعى شيئاً
فكنت افقد الوعي اكثر من ان اعي شيئا
يومان مرو وانا استيقذ على الماء الذي يرش على وجهي
لمدة وجيزة وبعدها افقد الوعي
كان الهام من الله لكي اصبر على عذاب لم يتحمله بشر
لو كتبت طيلة عمري عن اليومان لما اوصلت الفكرى
والمأساة التي مريت بها لكم
ما اذكره اني استيقذت في الصباح
لم يكن الصباح التالي اعتياديا، احساس ما يُشعرني أن أمرا سيحدث وأن السجن الذي سينقلوني اليه ما هو الا بقية لمسرحيتهم المحبوكة عليّ منذ أن وطأت قدماي هذا المكان الخانق..
استعنت بالله وتجهزت دون أن يُطلب مني ذلك..طرقات على باب الزنزانة
:
:
:
:
يتبع..............



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omaralomair.ahlamontada.com/
إدارة المنتدى "
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارة المنتدى


مشاركاتي : 35409
تاريخ التسجيل : 22/04/2010
الموقع: : ●|[السعودية]|●

رحلة... (من مذكرات سَجين).. Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحلة... (من مذكرات سَجين)..   رحلة... (من مذكرات سَجين).. Emptyالجمعة سبتمبر 02, 2011 8:49 pm

(14)
- فلان.. جهز نفسك..بوسطة
كان ردي سريعا:- جاااهز.
أخرجوني من الزنزانة وأنا انظر اليها فيرتد اليّ طرفي قائلا لي ستعود لها أو لمثلها قريبا..ولن يطول الفراق.
فتشونيتفتيش متفحص ودقيق وأخرجوا كل متعلقاتي وفتشوها ايضا كخطوة من خطواتالانتقال من السجن – كما زعموا- وكانت الابتسامة لا تفارقني.. واطمئنانغريب ي**و ملامحي..
قيدوني مرة أخرى ومشوا بي عبر الدهاليز الواسعه لمقر الجلمة.. وكان ينتظرني في الخارج قفص للانتظار..دخلت اليه ورأيت وحدة النحشون بزيها المعروف تتأهب
( وحدة متخصصة في نقل الأسرى بين السجون والمحاكم).
وطال انتظاري داخل هذا القفص وكأن اجراءات عملية النقل لن تنتهي..وبعد ساعة من الترقب حضر اليّ احدهم وفتح باب القفص وأخرجني وتأكد من احكام قيودي.. وذهب بي الى سيارةجي ام سي بيضاء اللون وأجلسني بالخلف.. وانطلقت بنا السيارة الى وجهة لا اعلمها.
وطال المسير.. وانتظرت لحظة الوصول بفارغ الصبر..
حاولت معرفة المكان.. لكن لا شيئ سوى اننا في اقصى الشمال ونتجه جنوبا.. ويبدو من طول المسافة اننا سنتجه الى اقصى الجنوب..
حاولت أن أشغل تفكيري ووقتي بذكر الله لأقضي على التوتر الذي بدأ يرافقني في رحلتي الطويلة..4 ساعات الى المجهول.. هكذا كان الطريق وهكذا كان شعوري به..
وصلنا الى المكان.. وبدأت الاجراءات التفتيشية عبر البوابات الكثيرة.. توقفت بنا السيارة.. وثورة من الافكار بدأت في عقلي..
ظننتفي البداية ان المكان الذي سأُنقل اليه هو وكر للعصافير.. لكن بعد هذهالمسافة الطويلة لا يعقل ذلك.. ولكن هل من الممكن فعلا ان أكون قد انهيتمدة التحقيق وسأنتقل الى السجن؟!مضت نصف ساعة او ما يقاربها وأنا غارق في تفكيري.. وانتبهت على صوت فتح باب السيارة..أخذوني الى السجن مباشرة وبالتحديد الى غرفة تسمى ( الأمانات).. سجلوا فيها كل ما احمله معي وأطلعوني على المسموح والممنوع..
انتقلت الى غرفة أخرى.. وسألوني:- عند أي فصيل تود أن تقضي فترة سجنك؟جاوبت بسرعة:- مستقل..دون اي تنظيم.
نادى على أحد السجانين ليأخذني..وصل بي الى بوابة صغيرة تتفرع منها عدة غرف..وما ان دخلت.. حتى استُقبِلت بالحفاوة والترحاب.. وكانت الفرحة على وجوة الأسرى المُرَحبين بي.. وبادرني واحد منهم ليعرفني بنفسه:- اخوك فلان ... نضاليات عامة عن حماس.أومأت له برأسي وقلت له:- سأعيش مستقل.
قال مبتسما:- ولا يهمك.. ولكن الآن ستنتهي الاستراحة..اذهب واستحم وهذه هي ملابسك.
وانقبض قلبي...لا أعرف لماذا.. ولكن شعورا غير مريح ظللني في هذا المكان رغم حسن الاستقبال والجو الأخوي الذي وجدته للوهلة الأولى..
وبعد أن تجهزت..ادخلوني الى غرفة من غرفهم وبدأوا بالتعريف عن انفسهم واحدا واحدا بكنياتهم..وأعطوني برش مخصص لي..واقترب مني واحدا منهم.. وهمس في اذني وكأنه لا يود اسماع الآخرين:- لا تبح بأي شيئ لأي شخص هنا.. ولا تتكلم مع احد الا المخول الأمني فقط.وبصوت عادي غير هامس جاوبته ليسمع الآخرون:- لا يوجد عندي ما أقوله لك او لغيرك.فابتعد وهو يقول:- احببت تنبيهك..ليس الا.حان وقت صلاة العشاء واجتمع الكل.. وقدموا أحدهم ليؤمنا..وكانت المفاجأة..يخطئ بالفاتحة !!!وترددت كلماته الخاطئة في عقلي..
وفورانتهاء الصلاة بدأت موعظة من شخص منهم.. وكان مضمونها حول طاعة الأميروالامتثال لأوامره.. وأميرنا هو المخول الأمني ابو البراء وعلينا جميعاالسمع والطاعة.. والى آخر هذه المعاني.
استأذنتهمللنوم.. وما انت تمددت في برشي وغطيت وجهي بالأغطية..حتى سمعت همسهموكأنهم يخططون لأمر ما.. وتوجست منهم ولم استطع الغياب في نومي. ولكنيتظاهرت بذلك لأرى ما هي خطتهم..
وكانت صدمة بالنسبة اليّ..
أفلامساقطة وتصرفات أوحت لي انهم ما هم الا مجموعة من ( الزعران) ولا تربطهمبالتنظيمات الفلسطينية ولا الأسرى أي صلة من قريب او من بعيد..
تسمرت في وضعي هذا حتى سمعت نداء الفجر من اقسام قريبة.. وقمت للصلاة وكل من معي نيام لم يستيقظ منهم احد.!!
قررت النوم بعد صلاة الفجر لآخذ اي قسط من الراحة بعد العناء الذي مررت به في هذا اليوم..
وتنبهت واحدهم يوقظني في الساعه العاشرة صباحا لتناول وجبه الافطار معهم..توقعت انها ذات الوجبة التي تعودت عليها في مركز التحقيق..
وما ان رأيت الطعام حتى كانت الدهشة تعلو وجهي..
مأكولات فاخرة.. وعسل وحليب وم**رات ومعلبات جديدة ومتنوعة وبكميات كبيرة ..وبدأنا بالأكل.. وفور الانتهاء اذا بهم يتخلصوا من الفائض في سلة المهملات..!!
ولاحظ احدهم استغرابي من هذا التصرف فأوضح لي:
- الخير كثير هنا.والتزمت الصمت التام..
جاء اليّ واحد منهم وقال لي:- ابو البراء يريد التحدث اليك.
وذهبت اليه.. وعرفني بنفسه:-ابوالبراء.. محكوم 20 عام.. من المناضلين القدامى،شباب الاقسام الأخرى يرسلون لك السلام.
وفتح (سيغارة) وفتح رسالة من داخلها وبدأ بقرائتها عليّ:- امبين عليك قائد يا فلان.. هيو القائد ابو فلان بسلم عليك ..والقائد فلان يرسل لك التحيات. والأخفلان يدعو لك..
واكنمن ضمن الأسماء التي ذكرها لي..أصدقاء لي.. وآخرين من قادة التنظيمات العسكرية معروفينللجميع لكني لا اعرفهم شخصيا.. ورغم ما اشعرني من اهمية كبيرة لي..الا انحذري منه كان أكبر وأكبر.
واستكمل حديثه:- قبل ان تعيش بيننا علينا أن نتأكد جيدا من ماضيك وأن نثق بك والا نشك في انك مدسوس علينا.
وهنا تأكدت تماما أنه عميل.. فقلت له:- يكفي أني متأكد من نفسي.. وهذا الدليل يكفيني.
أجاب بهدوء:- ونحن ايضا نريد التأكد.سألته:-وكيف ذلك؟أجاب:- عليك بكتابة كل ماضيك النضالي.. بتفاصيله. من اصحابك وماذا فعلت وما النشاطات العسكرية التي قمت بها والى آخر ما هنالك..سألته:- وان لم افعل؟رد مسرعا:- سنقرر عليك عقوبة.. معك من الوقت الى آخر هذه الليلة.. فكر جيدا واستجمع معلوماتك.
انصرفت عنه وخرجت الى الساحة وبدأت في مشي أحاول به شحن كل طاقاتي وشحذ همتي لمواجهة هذه الحرب النفسية التي سأواجهها..وانقضى الوقت سريعا.. وأتى الليل..
"
"
"
"
"
يتبع.....................!!!






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omaralomair.ahlamontada.com/
إدارة المنتدى "
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارة المنتدى


مشاركاتي : 35409
تاريخ التسجيل : 22/04/2010
الموقع: : ●|[السعودية]|●

رحلة... (من مذكرات سَجين).. Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحلة... (من مذكرات سَجين)..   رحلة... (من مذكرات سَجين).. Emptyالجمعة سبتمبر 02, 2011 8:50 pm

(15)

وتقدم اليّ المدعو ابو البراء وقال لي:- سأمدد لك المهلة الى الصباح..خذ راحتك الليلة.
أجبته:-لا أملك اجابة.. لا تتعب نفسكقال باستهزاء:- فكر جيدا وحدد مصيرك يا فلان.
وابتعد عني..وبدأالشباب من حولي يتكلمون عن المخول الأمني .. وكيف يُعذب من يرفض أوامره اولا يمتثل لطاعته.. وأن من يرفض طلباته يعتبر من الجواسيس.. الى ان ذهبت فيالنوم على وقع هذا الكلام.
وفي الصباح..تجهزنا جميعا لممارسة الطقوس اليومية.. الا ان ابو البراء أعطى أوامره باخلاء الغرفة وادعى ان هناك جلسة نقاء أمني خاصة بي.
واستجاب الجميع له وبقيت معه وحيدا.. وبدأ الكلام :- يلا هات احكيلي كل شي.
ضحكت وقلت:- لا أملكأي معلومات.ثم احتد صوتي :- واللي بدو يفكر يلمسني رح اقتله..وبدأت الصراخ في وجهه.. فقدموا جميعا الى الغرفة وتجمعوا عليّ ..واشتد غضبي وارتفع صوتي:
- ان تكلم احدكم معي عن ملفي فسأقتله فورا. (مجرد تهديد ليس اكثر)
وأمسكت عصا المكنسة وضربت بها على أحد الأبراش فان**رتوبدأت بتهديدهم:- الرجل فيكم يتقدم ويمد يده عليّ و..هنا دخلت ادارة السجن وتنادي على اسمي.. اين فلان اين فلان.. نقلية الى أحد الاقسام.
من اخبرهم بهذه السرعة وهذا الحال لا اجابة ولا اعلم ..
يومين فقط داخل هذا السجن ايضا المقرف ولم ينجحو بمكرهم..
أخذت اغراضي وقبل ان اصل الى باب الغرفة صرخت عليهم باعلى صوت :- انتم عصافير يا جواسيس.
وتفاجئت بالخارج أني سأُنقل من السجن كله وليس من احد الاقسام كمان قالوا لي..وعادت القيود الى يدي وعدنا الى نفس الطريق الذي أتينا منه..الجلمة مرة أخرى!!!
هكذا أخبرني حدسي منذ أن وقعت على تلك الورقة في الجلمة.وكم كانت مشاعري محلقة في رحلة العودة.. اختبار صعب ووفقني الله في اجتيازه بتفوق ونجاح..
يا الله .. ما أخبث هؤلاء البشر.. اللهم نجني منهم ونجي اخوتي من بين براثنهم المتوحشة.. وقضيت الطريق في دعاء ومناجاة ازالت عن قلبي كل هم وكرب..
لكن يا ترى؟ما هي لعبتهم الماكرة الجديدة التي سيماروسونها عليّ؟هاأنا اكتشف ان كل اختبار انجح فيه يقدموني الى ما هو أصعب وأشد..ولكن جائتني آية في كتاب الله هدأت من روعي..(( كلا ان معي ربي سيهدين))..
"
"
"
"
"
"
يتبع ..............

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omaralomair.ahlamontada.com/
إدارة المنتدى "
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارة المنتدى


مشاركاتي : 35409
تاريخ التسجيل : 22/04/2010
الموقع: : ●|[السعودية]|●

رحلة... (من مذكرات سَجين).. Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحلة... (من مذكرات سَجين)..   رحلة... (من مذكرات سَجين).. Emptyالجمعة سبتمبر 02, 2011 8:50 pm

(16)

وكان الهدف كما توقعت.. الجلمة.!!
الجلمة بكل الاجراءات والطوابق العليا والسفلى والبوابات والزنازين التي اعتدت عليها في ايامي السابقة..
وما ان وضعوا تلك النظارة السوداء على وجهي حتى تهيأت لخوض التحقيق مرة أخرى.. مع اني كنت منهكا أشد الانهاك.. ولكن لا بد من التجلد ل**ب هذه الجولة من الحرب الدائرة بيني وبينهم..

ودخلت غرفة التحقيق وكان المحقق بانتظاري وكأنه لم يغير جلسته منذ ان غادرت المكان ، وكان الصراخ باستقبالي:
- انت اكيد معك دورات أمن ؟
ولا كيف كشفت العصافير؟
احكي مين اعطاك اياها؟ انت مخرب كبير..

ودخل في نوبة هيستيرية من الاتهامات والأسئلة.. وقد كان الموقف يمر بردا وسلاما على صدري.. فقد زاد التأكد لديّ أن الله وفقني ونجحت في اختبار العصافير الشاق..

وتجاهلت الازعاج الذي يسببه لي هذا المحقق المعتوه الا اني سمعت في نهاية حديثه:

- لن نفرج عنك .. وستصدر ضدك اعلى الاحكام واقساها..وستعيش متنقلا بين سجن وآخر ولن تذوق طعما للاستقرار.
وأمر الشرطي بحبسي في زنزانة انفرادية لا اخرج منها ابدا – على حد تعبيره الغاضب- .

عدت الى الزنزانة وقد عاودني الهدوء – النسبي- الذي كنت اعيش فيه قبل الانتقال الى العصافير.. وتذكرت الجدول اليومي الذي كنت انتهجه من قبل ..وقررت مزاولته مرة أخرى..
بعد يومين.. استدعوني مرة أخرى للتحقيق.. وبدأ بتوجيه اسئلة عادية كان قد سألني اياها منذ بداية مجيئى الى هذا المكان.. فأحسست انه سيختم ملفي بما ابتدأ به.. ولكني لم أكن متأكدا حتى تلك اللحظة..
أجبت على الاسئلة التي لا ضرر فيها وانكرت الأخرى..
وبعد الانتهاء من هذه الجلسة أخذني الى الغرفة التي أوهموني فيها في المرة السابقة أن ملفي قد اُغلق..

وجلست مقابل شرطي آخر ..أعطاني بعض من الاوراق التي أمامه وقلم.. وبدأ في كتبه كل المعلومات التي بعرفها عني وعن أهلي وتفاصيل حياتي.. ثم أمرني ان امسك القلم واكتب اجابة على كل سؤال يسألني اياه..
وكان يترجم ما أكتبه الى العبرية.. واتبعت نفس الطريقة في الاجابة والحذر من كل كلمة قد تضرني..

الى ان انتهينا من الكتابة فقرأتها بتمعن أكثر من مرة لاتاكد باني لم اكتب أي كلمة تدينني باي شئ وباي تهمة..

ثم كان التوقيع.. وأحضر علبة الحبر المخصصة للبصمات.. وغمس اصبعي الابهام فيها ثم وضعه على ورقة افادتي.. ثم جاء بورقة أخرى مقسمة الى عشرة اماكن لأصابع اليدين.. ومكانين آخرين لكف اليد بأكلمه.. وتم البصم والتوقيع..

وتأكدت بانتهاء التحقيق معي.. لكني لم أُظهر اي تعبير على وجهي.. كل ما رأوه مني هو عدم المبالاة بكل ما يفعلون..

أخذني الشرطي الى زتزانتي مرة أخرى.. واستلقيت على فراشي فرحا وكأني نسيت كل ما مر عليّ من الآلام.. وصليت صلاة شكر لله عز وجل على فضله وكرمه الذي أنعم عليّ بهما..
وانقضت الليلة بين تذكر لوجوه العصافير وصوت المحقق وتأمل لآثار الحبر في كفي ودعاء وابتهال الى الله أن يفرج عني هذا الابتلاء ..
ومرت ايام هادئة ..أمارس فيها ما قررته على نفسي بسكينة واطمئنان..
وذات صباح..فُتح باب الزنزانة وأمرني المحقق بالتجهز..
وظننت أنها جولة جديدة من التحقيق ولم أفكر في أمر آخر..وتوقفت عن التفكير عندما أحسست بأوجاع يدي من شدة القيد الذي يحكمه الشرطي عليّ..
ومرّ بس عبر ممرات ودهاليز كنت قد عبرتها من قبل.. وحاولت التذكر.. فإذ به طريق المحكمة الداخلية ..

"
"
"
يتبع.............




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omaralomair.ahlamontada.com/
إدارة المنتدى "
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارة المنتدى


مشاركاتي : 35409
تاريخ التسجيل : 22/04/2010
الموقع: : ●|[السعودية]|●

رحلة... (من مذكرات سَجين).. Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحلة... (من مذكرات سَجين)..   رحلة... (من مذكرات سَجين).. Emptyالجمعة سبتمبر 02, 2011 8:50 pm

قبل الاخير (17)

وكالعادة أوقفوني مقابل الحائط كي لا أرى أي اسير هناك .. لكني سمعت أصوات بعضهم ولكني لم اميز احدهم.. كل ما ميزته هو لهجة جنين الواضحة على لسانهم..
وأتى دوري في دخول المحكمة.. ووقف امام القاضي الذي يتحدث العبرية والمترجم يتابع كلماته بالعربية ويذكر أن هذا هو ثاني تمديد لي داخل توقيف الجلمة..
وبدأوا بأسألتي تلك الاسئلة المملة التي أعادوها عليّ عشرات المرات منذ أن وطأت قدماي مركز توقيفهم هذا..

واقترب مني شخص اتذكر ملامحه جيدا.. وقال لي:
- سأراك قريبًا.
كان المحامي الخاص بي.. وقد أومأت له برأسي كتحية عابرة.
وكان المترجم لا يزال يقرأ عليّ التهم الموجهة اليّ وسألني في آخرها:
- هل تعترف بما نُسب اليك؟
أجبته:
- كلا
فنظر القاضي لأوراقه ثم أعاد النظر اليّ ناطقا بالحكم:
- تؤجل المحكمة 22 يوما مع نقل الملف للادعاء العسكري.
فابتسم لي المحامي:
- انتهيت من التحقيق.
وظهر البِشر على وجهي .. واخذوني مباشرة الى الزنزانة.

وبدأت خلوتي مرة أخرى..خلوة ايمانية أنستني كل معاني الأسر، وقرب موصول بالله عز وجل قلما شعرت به في لحظات حياتي الاعتيادية.. وكانت أكبر نعمة عليّ أن منّ الله على قلبي بالايمان والصبر وأن هداني للتمسك بالذكر والتوجه اليه وحده عز وجل..
ومرت عدة ايام منذ حكم التمديد..
وجائني الشرطي وطلب مني الاستعداد وأنا لا اعرف الى اين سيأخذني.. ووجدتني مرة أخرى في نفس الطريق المقزز للمحكمة.. ولكنه تجاوزها وأدخلني الى غرفة واسعة مجزأة الى قسمين يفصل بينهما فاصل من زجاج وخانات على مسافات متعددة وهاتف على كل خانة..
وأجلسني في أحدى الخانات ونظرت عبر الزجاج لأجد امرأة امامي لم اعرف ملامحها..
وفك قيدي وطلب مني استعمال الهاتف كي اتحدث معها..
وكان الحديث بيننا بدأته هي:
- السلام عليكم
- وعليكم السلام
- انا المحامية فلانه.
وسألتني على احوالي واطمأنت على وضعي الصحي وأجبتها بهدوء ووضوح.. الى ان قالت لي:
-اهلك يبرقون لك السلام وهم في شوق كبير اليك، وقد ارسلوا معي رسالة لك.
أجبتها بنضات قلبي المتلهفة:
- اين هي؟ أريد ان اقرأها الآن.
اجابتني وهي تبحث بين اوراقها عنها:
- اصبر قليلا..

ثم وضعتها أمامي على الزجاج مباشرة وباشرت القراءة على الفور.
وانهمرت دموعي ومنعتني من القراءة الصافية.. حاولت حبسها فلم استطع..كانت الحروف الحزينة لأمي فوق تحملي بعد كل هذا الفراق.. كانت السطور مثقلة بشوق أم لابنها الأسير.. وفي كل كلمة كنت أرى وجه أمي واتدثر بدفء حنينها..
هاهي تعلم ما بي..
فكتبت اليّ ما يواسيني وما يخفف وطأة البعد.. أخبرتني عن كل أسرتي وعن تلهفهم للقائي.. وعن دعائهم الذي لا ينقطع..
انتبهت لحديث المحامية الذي حاولت به ان ترفع من روحي المعنوية.. وأكملت قراءة الرسالة وأعدتها مرات ومرات كي استنير بنور حروفها في عتمة الزنازين..

وواصلت المحامية كلامها عن قضيتي وعن توقعات حكمي وسألتني ان كنت أريد شيئا فحملتها رسالة الى أهلي.. وانتهت الجلسة وجاء الشرطي مرة أخرى..

ولم أرَ الممرات ولا الدهاليز.. ولم اسمع باب أو قيد.. فقد كنت غارقا بين كلمات أمي وأخبار أهلي..
احساس دفنته منذ أن بدأت أيامي في الأسر.. ولكن آن له أن يحيا مرة أخرى.. وأطلقت لشوقي عنان الدموع.. ولم اكبح جماح الذكريات.. ولم تغادرني صورة أمي وأهلى في آخر لحظات الفراق.. وكأني أرى المشهد أمام عيني ولم تمر عليه ليالي موحشة ولا أيام طويلة..
وانقضت فترة أخرى في زنزانتي الانفرادية، ثم نُقلت الى اخرى جماعية.. وآنست الى كثير من الأسرى ولم يكدر صفوي اي تحقيق او استدعاء..

وبعد حين.. اتاني شرطي يخبرني بأن مندوب الصليب الأحمر يريد مقابلتي.. وأخذني الى غرفة صغيرة.. ورأيت امرأة يبدو من ملامح وجهها انها أجنبية..

وجلست على الكرسي الوحيد الذي يجاورها. وعرفتني بنفسها بلغة عربية مت**رة..
وبعد سؤالي عن اسمي بحثت في قائمة الأسرى التي تحملها وبدأت تسألني عن اوضاع السجن والتحقيق واحوالي وصحتي والى آخر تلك الاسئلة، ثم أخبرتني انها احضرت لي ملابس من الصليب الاحمر بعد التأكد من مقاسي ليكون مناسبا لي.. ثم استفسرت مني ان كنت أريد شيئا من أهلي ومن هذا القبيل..

وعدت مجددا الى الزنزانة التي يصحبني فيها ثلاثة أسرى، وقضينا اياما أخرى..الى ان انتهى موعد تمديد حكمي.. وجائني الشرطي ليصحبني الى محكمة أخرى، وتفاجئت انها محكمة خارجية..
في محكمة سالم العسكرية..
وبدأت مراسم النقل مرة أخرى.. من الزنزانة الى القفص ومن ثم الى باص كبير يتبع فرقة ( النحشون) وأجلسوني مكبل الايدي والارجل كبقية الأسرى وتعرفت الى اسير بجانبي قال لي انه من طولكرم وقد حضر شاهدا لمحكمة سالم ومقره الأصلي سجن النقب..
وصلنا الى المحكمة ليتم وضعنا بغرف باطون صغيرة تحتوي على نافذة صغيرة جدا يتم اغلاقها بين الفينة والاخرى وجميعنا فيها بشكل مضغوط مذل وغير انساني .. يخرج واحد تلو الاخر الى ان جاء دوري عبر الاسماء التي يحملها الجندي المسؤول ..
أمسكني وفك قيد يداي واخذني الى المحكمة وجلست على مقعد خشبي هناك ومقابلي بعض من الاهالي يجلسون ينتظرون رؤية ابنائهم ..

حضر الى شخص وقال لي بانه المحامي فلان وانه مسؤول عن ملفي وطمأنني عن وضعي ... وقال لي بان اهلي سيحضرون المحكمة المقبلة لرؤيتي وانهم لا يعرفون ان موعد محكمتي اليوم، فسررت كثيرا ولكن طلبت تراجعت وطلبت منه أن يبلغه الا يأتوا اليّ كي لا يتكبدوا مشقة الطريق وخصوصا أمي التي سيرهقها السفر الطويل.. فوعدني بابلاغ اهلي بذلك..
وتجرعت غصص الشوق التي لا يعلم بها الا الله وحده..

وجائنا صوت المترجم طالبا منا الصمت التام..
وبدأ القاضي بقراءة الملف.. يتابعه المترجم.. وفتاة تكتب كل ما يقال على جهاز كمبيوتر.
ونادى عليّ باسمي:
- قف.
وبعد وقوفي سألني:
- اسمك الرباعي؟
فأجبته.
ثم عاد يسأل:
- هل تحفظ رقم الهوية؟
- -نعم.. _____________
- هل تعترف بما نُسب اليك؟
- لا
- تمدد المحكمة الى تاريخ __________
وكانت المدة تقارب الشهر ونصف الشهر.

وأعادوني مؤقتا الى تلك الغرفة ذات الرائحة النتنة، ثم انتهي بس المطاف الي الجلمة ثانيةً.
وعدت أحسب الليالي وثوانيها واستحثها كي تمضي.. ليأتي موعد محكمتي بأسرع ما يمكن..
وقد أتى وأنا احترق اشتياقا للمحة من أهلى..
ومرت الاجراءات اللعينة بطيئة وكأنها تريد للهيب قلبي المزيد من الاشتعال..
ونودي على اسمي عبر النافذة الصغيرة، وفُتحت الزنزانة الكبيرة واقتادوني الى المحكمة وانا اتحين الفرصة لأطمئن على وجود أهلي.. رغم أن دقات قلبي تخبرني بقربهم مني ..
صوت من بعيد اكاد لا اسمعه وايادي ترتفع وتشير اليّ واسمي يُنادى..
حركت عيني ببطء.. خوفا من اكتشاف ان حنيني اليهم أصبح يهيؤ لي اطيافهم... نظرت بدقة لارى ابي وامي عبر شباك بعيد.. ورأيت دموع امي وهي تجهش في بكاء مزقني..
هي لحظات مرت كالبرق لادخل واجلس على ذلك الكرسي الخشبي بالمحكمة .. وتقدم المحامي وقال بان اهلي خارجا وسيدخلون الان .. وطلب من الجنود ادخالهم..
وانتظرت دقائق كانت **نين عمري.. فُتح باب المحكمة من احد الجهات المعدة لدخول الاهالي ..
دخل ابي وتتلوه امي وقفت لالوح لهم فمنعني الجنود وطلبوا مني الجلوس ..
واصلت امي بكائها وكدت ان اشاركها اياه لكني تحاملت على نفسي ولم أظهر لهم الا كل ما يدعو على رفع المعنويات..
وكادت روحي أن تطير اليهم وتعانقهم وتقبل اياديهم حبا وشوقا والما..
وسمعت امي تحدثني بصوت مرتفع:
- كيف حالك يا ابني والله اشتقنالك ..
فقاطعها القاضي اللئيم وطلب من الجميع السكوت..


لم انتبه اطلاقا لكل ما يقال.. ولم اعد اعرف اين انا.. كل ما اعرفه هو وجودي مع اهلي في نفس المكان..أكحل عيني برؤيتهم وأنقش ملامحهم داخل قلبي كي يكونوا زادا لي في أيامي القادمة..

انتبهت فقط لمدة الحكم المقررة عليّ..

وانتهت المحكمة سريعا وتشابكت نظراتي لأهلي وتبعثرت على وجوههم كي اودعهم قبل خروجي من القاعة.. ولمعت الدموع في عيني وانا اقول لهم لا تحزنوا فأنا بخير حال وان الله لن يضيعني فلتقر أعينكم..

وأمسك بي الجندي بعنف كي يخرجني وانا التفت اليهم واقتنص اكبر قدر من النظر اليهم.. والجندي يواصل شده لي كي اتحرك مسرعا.. وكلما نظرت امامي اعود لالتفت نحوهم حتى غابوا عن ناظريّ وقد أخذوا روحي وقلبي معهم..

وعدت الى الجلمة وحزني يكللني.. لا لفترة حكمي التي حكمت بها..بل لفراق اهلي بعد هذا اللقاء العابر..

والتجأت الى كتاب الله وبدات بالذكر كما السابق وكلي أمل في رؤية أهلي مرة أخرى..


بضعة ايام ويفتح باب الزنزانة:


- فلان الفلان


نهضت بسرعة:


- نعم ..


- حضر حالك بوسطة ( أي نقل) ..

"
"
"
"
"
يتبع...............



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omaralomair.ahlamontada.com/
إدارة المنتدى "
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارةَ موقع عمرالرسمي,♥ !
إدارة المنتدى


مشاركاتي : 35409
تاريخ التسجيل : 22/04/2010
الموقع: : ●|[السعودية]|●

رحلة... (من مذكرات سَجين).. Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحلة... (من مذكرات سَجين)..   رحلة... (من مذكرات سَجين).. Emptyالجمعة سبتمبر 02, 2011 8:51 pm

الاخيرة
تجهزت باقصى سرعة وودعت من كان معي وخرجت داعيا الله ان لا يعيدني الى هذاالمكان وأن يرحم منه كل شاب مسلم وأن يعيذه ويلاته وشروره..


وبدأت رحلة جديدة نحو السجن الحقيقي بعيدا عن مراكز التحقيق..
قدتتشابه ايامي في الأسر مع ايام الكثير من الأسرى.. ولكن تبقى تجربة كل أسيرفريدة من نوعها، فلم يكن الأسر يوما قضبان وزنازين وجنود احتلال.. بل هوأسر جسد وقلب وعقل.. واختبار ايمان وصبر وحسن توكل على الله.. هي لحظات قديسمو فيها الاسير الى ابواب السماوات او ينحدر الى دونية الوحل.. او يتأرجحبين هذا وذاك..
وتجربة الأسر لا تبدأ منذ لحظات الاعتقال..بل هو تراكم لسنوات قبله، تراكملتمسك بدين والتزام، وتخزين لمعرفة أمنية، ومحاولات لحسن التصرف فيالأزمات..
كتبت تجرتبي هذه.. نصحًا وأملاً ..لا فخرا ورياءًا..
كتبتها.. وأنا أتذكر تلك الايام التي كنت أظنها نهاية العالم او عالمي انا..
كتبتها.. شكرا لله (( وقد أحسن بي اذ أخرجني من السجن)) ولأقول لكل شاب.. تزود من ايام حريتك بزاد ينفعك في ليالي لم تحسب لحلكتها حساب.
كتبتها.. كي اُذكر نفسي واياكم بنعم الله علينا التي يفقدها اخواننا الأسرى..
كتبتها.. لتقوية العزائم على القرب من الله في السراء كما في الضراء.
كتبتها.. كي أكشف جانبا مخفيا من حياة الأسير لا يعرفه الا من عاناه..
وأخيرا.. اسأل الله تعالى أن ينفع بكلماتي وأن يجعلها في موازين حسناتي..
واسألكم الدعاء..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omaralomair.ahlamontada.com/
 
رحلة... (من مذكرات سَجين)..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رحلة الوهم البعيد و رحلة الحزن ..
»  رحلة التغييـــــــــر
» رحلة مع القران الكريم
» رحلة إلى قديم الزمان !
» إنسآن آليوم ,‘ رحلة شقآء !

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المنشد عمرالعمير :: || القــــسم الأدبي .. :: قسم القصَص والروايات »-
انتقل الى: